عاشت مؤخرا مدينة قفصة على ايقاع الدورة الثالثة عشرة لمهرجان ابن منظور الوطني للادباء الشبان.. هذه التظاهرة التي حافظت على موعدها خلال شهر أفريل من كل سنة رغم ان مخلفات الثورة قد عصفت بالعديد من المحطات الثقافية. لكن ما يحسب للمشهد الثقافي بولاية قفصة أنه حافظ على اغلب المواعيد الثقافية ايمانا من الساهرين على البرمجة الثقافية بالمندوبية الجهوية للثقافة بقفصة بضرورة المحافظة على خصوصية القطاع الثقافي بعيدا عن التجاذبات السياسية والثقافية وأن يبقى القطاع بكل تظاهراته محافظا على استقلاليته منفتحا على الجميع وللجميع دون تمييز لتبقى الهوية الوحيدة هي الابداع ولا شيء غير الابداع بعيدا عن أجندات التوظيف السياسي الضيق خدمة لأجندات لا علاقة لها بالابداع الحقيقي الذي هو عنوان كل تميز مبدع وخلاق في كل المجالات الفنية والثقافية. وضمن هذا الاطار المنفتح والمتحرر انعقدت فعاليات الدورة الجديدة لمهرجان ابن منظور للادباء الشبان تحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة بقفصة وأدار هذه الدورة الاستاذ ورجل الثقافة والاعلامي محمد الهادي الزعبوطي وثلة من اعضاء نادي ابن منظور الثقافي بقفصة وهم(ميلاد رمضان محمد فوزي الحسناوي حسن دولة..) احتضنت دار الثقافة ابن منظور جل فعالياتها وفقراتها المتنوعة والمراوحة بين الامتاع والاستمتاع. وانطلقت فعاليات الدورة الجديدة بفضاء دار الثقافة ابن منظور بفقرة احتفالية تم من خلالها تكريم الاستاذ والاذاعي والشاعر خالد التومي اعترافا من هيئة المهرجان والساهرين على الفعل الثقافي بالجهة بمساهماته في اثراء المشهد الثقافي الادبي على موجات الاذاعة الجهوية بقفصة وقدم شهادة عن المحتفى به الاستاذ عمر حفيظ الذي قدم لمحة عن اسهامات الرجل في المجال الاعلامي الثقافي بجهة قفصة ليلي هذه الفقرة افتتاح منبر حوار نشطه الاستاذ حسين عمارة الذي قدم خلاله مداخلة علمية بعنوان «أدب الشباب وقيم المواطنة وحقوق الانسان» قدم من خلالها تعريفا لمعاني المواطنة في بعدها الاصطلاحي والتاريخي وارتباطها بالثورة الفرنسية. ثم نزل المصطلح في اطار علاقته بالثقافة والسياسة ليكون بديلا عن العلاقات الدموية والقرابة والعشائرية والدينية ليكتسب المصطلح علاقات جديدة حاول المحاضر ان ينزلها في اطار الثورة التونسية من خلال الكتابات الادبية لدى الاجيال الشابة . لتكون الفقرة التي تليها مسرحية من خلال عرض مسرحية «صمت القلوب»لشباب نادي المسرح بدار الثقافة ابن منظور اخرجها للمسرح المخرج الشاب سهيل هنشيري. لتكون الفقرة الختامية شعرية من خلال امسية شعرية أثثها كل من الشعراء: شفيق طارقي حسن دولة صبري الرحموني، في حين تم الغاء عرض الشريط الوثائقي «عبق المناجم» للمخرج والمنتج أحمد عقوني لضغط الوقت وطول فقرات البرنامج خلال اليوم الاول. وانطلق افتتاح ورشات في مجال القصة والشعر اشرف عليها ثلة من الكتاب والشعراء والمربين نذكر منهم الاستاذ والاذاعي والكاتب نصر الدين الزاهي وعمر قاسمي ووهيبة بن منصور ورشيد مستاكلي. وتزامنا مع هذه الفقرة تم تنظيم معرض بفضاء دار الثقافة ابن منظور حول شهداء واعلام الحركة الوطنية واحياء لذكرى 9 افريل 1938 ساهمت في تنظيمه الغرفة الفتية الاقتصادية بقفصة . تلا ذلك تنظيم فقرة احتفائية تم خلالها تكريم الشاعر الشاب ابن المهرجان عادل أحمد العيفة لمساهمته وفي مختلف الملتقيات الادبية بكامل الجمهورية وحصوله على العديد من الجوائز وتميزه . وبعد ذلك تم تقديم مجموعة من المؤلفات لثلة من المؤلفين من ابناء الجهة الصادرة حديثا واقامة حفل موسيقي أثثته فرقة «جلنار» للموسيقى الملتزمة تم خلاله فسح المجال لمجموعة من الشعراء والقصاصين لتقديم نبذة من ابداعاتهم أثثها كل من صالح طبابي أنور الضاوي ومحمد فوزي الحسناوي. وتلاوة البيان الختامي وتوزيع الجوائز في مجال القصة والشعر للمشاركين في المسابقة الرسمية من كامل الجمهورية.