في أقل من 24 ساعة أوقف الجيش اللبناني سفينة كبيرة محملة بالسلاح كانت متجهة إلى المعارضة المسلحة السورية كما تمكن الجيش السوري من صد هجوم بحري للمجموعات المسلحة في مؤشر على اعتماد المقاتلين السوريين للبحر بعد أن أغلقت أمامهم نوافذ البر والجو. وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الوحدات العسكرية المتمركزة قبالة البحر شمال اللاذقية تمكنت من التصدي لمحاولة تسلل مجموعة مسلحة من جهة البحر مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العسكريين ومصرع عدد من أفراد المجموعات المسلحة. زوارق مطاطية ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي قوله إن «عناصر الوحدة العسكرية اشتبكوا مع المجموعة الإرهابية التي كانت تستقل زوارق مطاطية وتمكنوا من صد محاولة التسلل وإجبار أفراد المجموعة على الفرار». وأشار المصدر، إلى أن الاشتباك أسفر عن «استشهاد وجرح عدد من أفراد الوحدة العسكرية فيما لم تتم معرفة وإحصاء عدد القتلى من المجموعة الإرهابية نظرا لمهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلا». وتأتي محاولة التسلل بحرا بعد ساعات قليلة من تمكن الجيش اللبناني من ضبط سفينة اسلحة «لطف الله 2 ». مصادرة ترسانة وصادر الجيش اللبناني حمولة ثلاثة مستوعبات كاملة من الاسلحة كانت على متن الباخرة القادمة من ليبيا والمخصصة للمعارضة السورية. واوضحت المصادر الإعلامية والسياسية اللبنانية ان الاسلحة تشتمل على «رشاشات ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعية وقذائف وقاذفات «ار بي جي» وكميات من «ال تي ان تي» وذخائر». وتابعت ان الباخرة «لطف الله 2» كانت انطلقت من ليبيا متجهة الى لبنان مرورا بمرفإ «الاسكندرية» في مصر. وتؤكد السلطات السورية وتقارير امنية لبنانية ان كميات من السلاح تهرب الى المعارضة السورية المسلحة عبر الحدود اللبنانية التي تنتشر فيها معابر غير شرعية. وأكدت مصادر امنية انه تم نقل قبطان الباخرة وافراد الطاقم الى مركز استخبارات الجيش في طرابلس للتحقيق معهم. وفي نفس سياق التوتر الأمني القائم في الشام, نقلت مصادر إعلامية متطابقة عن المعارضة السورية قولها إن عشرة أفراد من المجموعات المسلحة وتقول المعارضة إنهم (منشقون) قتلوا مساء أمس السبت في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في ريف دمشق». وفي الطرف المقابل أوردت دمشق أن الجهات المختصة تصدت لمجموعة «إرهابية» هاجمت قوات حفظ النظام بمنطقة «عفرين» بريف حلب مما أدى إلى استشهاد ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من الإرهابيين». طهران تدعم وتحذر وعلى خلفية هذه المستجدات العنيفة , أكدت طهران على لسان سفيرها في لبنان غضنفر ركن آبادي أمس أنها تدعم خطة مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا كوفي عنان مشيرة إلى أن نجاح هذه الخطة يتطلب التزام المجموعات المسلحة بها. وقال ركن آبادي في تصريح له حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» : «إن هذه الخطة تسير بشكل ايجابي إلا أنها تحتاج إلى وقت أكثر وإلى آليات لإلزام المجموعات المسلحة بها». وشدد السفير الإيراني على أن مسار الإصلاحات في سوريا يسير بشكل جيد داعيا إلى عدم تحريف مسار الإصلاحات في الدول العربية ومنع الأمريكيين والإسرائيليين من ركوب موجة هذه الإصلاحات. وفي سياق سياسي, وصفت الخارجية السورية أمس تصريحات المسؤولين الأتراك حول مسؤولية حلف شمال الأطلسي عن حماية حدودهم والتلويح بإقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بأنها استفزازية ومنافية لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي «ما زال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود اوغلو يدليان بتصريحات استفزازية تهدف الى تأزيم الوضع في سوريا وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج». وأضاف أن هذه التصريحات «تتنافى في الوقت ذاته مع خطة عنان، فمن المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سوريا، الأمر الذي لا يتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة عنان والتمسك بسياسات حسن الجوار». وأشار إلى «أن أردوغان ابتعد تماما عن هذه السياسة، بممارسته سياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسية».