من الندوة الفكرية الهامة التي نظمت بمناسبة أيام الشارقة التراثية لعام 2012 ندوة «القلاع البرتغالية في الجزيرة العربية». اختيار هذا الموضوع كان بهدف التعرف على الموروث الثقافي للقلاع البرتغالية في شبه الجزيرة العربية وادراك أهمية هذه المواقع تاريخيا وحضاريا والتعرف على واقع القلاع البرتغالية والأساليب والاجراءات اللازمة للحفاظ عليها وفق مقاييس علمية. أما الهدف الرئيسي لهذه الندوة هو اتخاذ التدابير اللازمة لتسجيل هذا الموروث الثقافي في قوائم التراث الثقافي الوطني والاقليمي والدولي. للخوض في جملة هذه المواضيع والمحاور تمت دعوة مجموعة من الباحثين والجامعيين العرب والاجانب، منهم الاستاذ «روي كاريتا من البرتغال والدكتور عبد ا& السليطي من البحرين والأستاذة علياء الغفلي من الإمارات العربية المتحدة وسعيد الصقلاوي من سلطنة عمان، أما من تونس فشارك الاستاذ مصطفى خنوسي الى جانب الاستاذ رشاد بونش من الإمارات العربية المتحدة. قدّم الدكتور عبد ا& السليطي في مداخلته نبذة تاريخية عن القلاع البرتغالية في البحرين، وأهم الأحداث التي شهدتها خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر ميلادي، كما سلط المتدخل الضوء على أهميتها ودورها في حماية المنطقة وصراعها مع القوى المجاورة. أما الأستاذة علياء الغفلي فقدمت مداخلة تحت عنوان «حصون وقلاع أم القوين»، ومن خلالها قدمت نبذة تاريخية وجغرافية عن إمارة أم القوين، كما قدمت أنواع القلاع والابراج الموجودة في الامارة وتعرضت في بحثها الى طريقة ترميم حصن فلج المعلا والمواد المستخدمة للترميم باعتبارها تجربة فريدة من نوعها. الأستاذ سعيد الصقلاوي من عمان، فتعرض في بحثه الى عملية تدمير منشآت المدن الساحلية المدنية منها والعسكرية في عمان من قبل البرتغاليين قبل ان يعيدوا بناء المنشآت الحربية على طريقتهم مستفيدين من الخبرات المعمارية الايطالية. مداخلة الاستاذ سعيد الصقلاوي سلطت الضوء على القلاع والحصون البرتغالية في عمان وقدمت صورة عن واقع هذه القلاع في الوقت الراهن. الاستاذ والخبير التونسي في التراث الثقافي العالمي مصطفى خنوشي قدّم في الندوة مداخلة تحت عنوان «القلاع والتحصينات البرتغالية في الوطن العربي: تراث ثقافي مشترك».
وجاء في مداخلتهأنه يمكن اعتبار هذه المنشآت تراثا مشتركا بين الأقطار العربية التي توجد بها. وأشار الاستاذ مصطفى خنوشي الى ان موكنا من مكونات هذه السلسلة من القلاع البرتغالية قد تم ادراجه على قائمة التراث الثقافي والطبيعي العالمي لمنظمة «اليونسكو» منذ سنة 2004، وتحديدا التحصينات البرتغالية بمدينة «الجديدة» المغربية. واقترح المتدخل ان يقع السعي لإدراج مجموعة من القلاع البرتغالية الموجودة بمنطقة الخليج العربي على القائمة التمهيدية للتراث العالمي في مرحلة واعداد ملف مشترك لترشيحها للتسجيل على قائمة التراث العالمي الرسمية في مرحلة ثانية. وفي نهاية الندوة قدّم الاستاذ الإماراتي رشاد بوخش مداخلة بعنوان «القلاع البرتغالية والمنشآت الدفاعية في دولة الامارات العربية المتحدة» أشار من خلالها الى تنوع القلاع التراثية والتحصينات الدفاعية وما يمكن اتخاذه من تدابير واجراءات لإبراز هذه المعالم التاريخية والحضارية لدولة الإمارات.