تزامنا مع الاحتفاء بشهر التراث، نظمت دار الثقافة بالعلا تظاهرة ثقافية شعبية تضمنت لوحات للفروسية والشعر وخيمة للبحث في الذاكرة الشعبية عرفت حضورا جماهيريا محترما. وحظيت بتغطية إعلامية متميزة رغم بعض النقائص.
المكان احدى حقول الزيتون واللوز بمعتمدية العلا وتحديدا في منطقة طاغوت التابعة لعمادة طرزة الشمالية الواقعة عند سفح رابع اعلى قمة في البلاد شاهدة على مواطن الثراء التراثي المهمش. أما الزمان فهو «ايام علي بن خيرة للتراث الشعبي بالعلا»، تزامنا مع «شهر التراث».
ويهدف الى احياء الذاكرة الشعبية وتكريم «علي بن خيرة»(1902-1967). وهذا الفنان كما قدمه محمد المولدي السبوعي ابن العلا، هو فنان صقلته الطبيعة الغناء وترعرع في فيافيها فكان صوته أشبه بشدو طير على غصن شجرة اللوز أو الزيتون وفي كل خير وترك ارثا ثقافيا شعبيا وذاكرة ثرية. وهو حكواتي (قوال) ومنتج أغان بالمفهوم الراهن وهو شاعر شعبي غنائي. يصور بشعره مشاهد سماعية أشبه بما تصوره الأغاني المصورة. وكان يتميز بحسن الصوت ودفء الوجدان وحرارة الروح. كما تحدث السبوعي عن عازف آلة الناي والمزمار بوجمعة العزالي الذي كان ملحنا.
مهرجان للفروسية
التظاهرة كانت بمثابة مهرجان تضمن لوحات للفروسية ولوحات للشعر الشعبي امنها الشاعر جابر المطيري الذي دغدغت أشعاره وجدان الحاضرين من النساء والرجال في لباس عتيق اصيل شكل لوحة فنية ملهمة للمصورين. كما تم تقديم اغان شعبية امنها أبناء الجهة.
وحدث ولا حرج عن صولات وجولات فرسان جلاص القادمين من حاجب العيون وهذا التراث هو الجزء الأكثر إثارة في التظاهرة نظرا لقيمة الفروسية في التراث الشعبي وتأصلها في أخلاق وثقافة ابناء المنطقة. وطالب الفارسان المشاركان في التظاهرة بأن يتم إحياء مهرجان الفروسية ودعمه من قبل المسؤولين.
وقال المولدي العنيزي مدير دار الثقافة بالعلا ان التظاهرة هي دورة تأسيسية تهدف الى انفتاح المؤسسة الثقافية على محيطها وممارسة الفعل الثقافي على الميدان والاقتراب من المواطن. واكد على أن التراث الشعبي يمثل مادة ثقافية يمكن الاستفادة منها وتوظيفها من خلال الدمج بين التراث المادي والتراث اللامادي بالجهة. واكد ان هذه الدورة سيتم تقييمها لاحقا والنظر في سلبياتها وايجابياتها.
التظاهرة الثقافية كانت بمثابة عرس في معتمدية العلا وسط حقول الزيتون واللوز تماما كما روت قصص الذاكرة الشعبية عن شخصية علي بن خيرة. وفي غمرة هذا الاحتفال لم يخف ابناء المنطقة صعوبات العيش ومتاعب الحياة وافتقار الى المرافق الأساسية ووقوع الشبان في شراك البطالة وسط بيئة ريفية رغم انها تتسم بالبساطة فانها تمثل زادا طبيعيا قابلا للاستثمار.