لم تتعطل حركة المرور، لم يصطف المواطنون على جوانب الطرقات الرئيسة، لم يلوحوا بالرايات، لم يهتفوا بحياة السيد الرئيس، لم يهللوا، لم يزغردوا، لم يصفقوا، لم يطبلوا... أثناء زيارة الرئيس المنصف المرزوقي أمس إلى نابل. التي كانت في شكلها بسيطة وخالية من البهرج ومتواضعة كتواضعه عكس ما ألفناه في زيارات رئيسي الدولة السابقين بورقيبة وبن علي. لا غرابة في ما حدث أمس فالرئيس المؤقت جاء للعمل والاستماع لمشاغل المواطنين أو من يمثلهم، وليس لاختبار شعبيته ولا لإيهام الرأي العام بارتفاعها.
كانت البداية باستقبال عادي في مقر الولاية حيث أدى رجال الأمن واجبهم التنظيمي والأمني وهم يحملون شارات الاحتجاج الحمراء بعيدا عن التشدد في الاجراءات. وبعد جلسة العمل التي جمعته بالوالي وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، فاجأ الرئيس المواطنين بزيارته إلى معرض نابل الدولي فالتفوا به والتحموا قبل أن يشد الرحال إلى الموقع الأثري نيابوليس ومنه إلى مدينة قرنبالية.
في هذه المدينة وبعض قراها، كان الأمر مختلفا نسبيا، فالمواطنون كانوا يشعرون بأن معاناتهم من التهميش لن تنتهي، وأن الرئيس المنحدر منهم يخشى اتهامه بمجاملة أهله فلم يشأ الاتصال بهم بعد توليه الرئاسة ولم يسع إلى حل مشاكلهم المتراكمة. لهذا استغلوا زيارته فهبوا إليه ليقدموا له رسالة واضحة مضمونها أنهم في حاجة لمن ينتشلهم من التهميش بغض النظر عن هويته وانتمائه السياسي والجغرافي.