هومنزل يعود إلى حقبة تاريخية طواها النسيان فهو شاهد على عهد الاستعمار الفرنسي في منطقة «نيانو» من معتمدية قرمبالية، لكنه لا يصلح للسكن، بل إن حياة من يسكنه حاليا مهددة في أي لحظة. يتكوّن هذا المسكن من سقف انهارت اجزاء عديدة منه ولم تعد تشدّ اجزاءه الاخرى سوى جدران بدأت هي الاخرى تتهاوى شيئا فشيئا من فرط ثقل السقف عليها، حتى ان الابواب زحزحت من مكانها ولم يعد يربطها بهذه الجدران المتآكلة غير بعض المسامير الصّدئة في هذا المكان المحدق بالاخطار من كل حدب وصوب تمدّدت الخالة تفاحة على فراش المرض وبجانبها ابنتها التي آثرت حياة العزوبية بمرارتها حتى تعتني بامها التي اقعدها المرض منذ سنوات طويلة فالام تفاحة ترمّلت في عز شبابها، ولم يترك لها زوجها شيئا تعيل به اطفالها الثلاثة غير الفقر والحرمان، فكرست حياتها لإعالة فلذات اكبادها وذلك بالعمل ليلا نهارا حتى انهارت قواها واصبحت فريسة لشتى الامراض وقد تزوجت ابنتها الكبرى، وغادر ابنها الى الخارج قصد تحسين ظروف عيش عائلته لكنه عاد جثة هامدة ممّا ساهم في انهيار الام واخته الصغرى ونظرا لضعف الجراية التي اسندتها السلط الجهوية لهذه العائلة وهي 37 دينارا شهريا فقد عجزت الام وابنتها عن بناء منزل بسيط يقيهما خطر انهيار مسكنهما هذا في كلّ لحظة واخبرتنا البنت انها اتصلت بمعتمد قرمبالية قصد مساعدتها ماديا على اتمام بناء ولوغرفة لكن المساعدة التي قدمها لم تف بالحاجة نظرا للتكلفة الباهظة التي تتطلبها عملية البناء. ورغم تدخل بعض اهل البر والاحسان فانها الى اليوم لم تتمكن من انهاء أشغال بناء هذه الغرفة، ممّا اضطرّها وأمّها الى البقاء في ذلك المنزل المتهاوي، لكن كلما نزلت الامطار اوهبت الرياح تصابان بالرعب والفزع خوفا من سقوطه عليهما وقد ناشدت هذه البنت السلط المحلية والجهوية وخاصة معتمد قرمبالية ووالي نابل مساعدتها لاجل اتمام بناء الغرفة حتى تنقذ امها المريضة ونفسها من خطر بات محققا ووشيكا.