تضم تونس ثاني أكبر جالية جزائرية بعد فرنسا، إذ تعدّ 25 ألف جزائري، 15 ألفا منهم مسجلون بالقائمات الانتخابية، وقد عرف اقبال الجالية الجزائرية على الانتخابات التشريعية نسبا عالية. هذه النسب تجاوزت نسب المشاركة في أوروبا. هذا ما ذكره القنصل العام للجزائر في تونس السيد مناد حباك ل«الشروق». وأضاف القنصل العام أن نسب الاقبال في أوروبا تراوحت بين 9 و10٪ في حين بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الجزائرية في تونس الكبرى 30٪ وفي الكاف 50٪ وفي قفصة 6٪ ولاحظ القنصل العام أن 60٪ من الجزائريين المقيمين في بلادنا متواجدون خصوصا في ولايات تونس الكبرى وبنزرت ثم في الكاف بجالية تناهز 2000 جزائري ثم بقفصة.
توزيع المكاتب
وكان توزيع مكاتب الاقتراع متلائما مع عدد الجالية الجزائرية، إذ ذكر القنصل العام بأنه تمّ تخصيص 18 مكتب اقتراع، 8 منها في تونس وضواحيها و5 مكاتب بقفصة و5 مكاتب أخرى بالكاف. وذكر أن أغلب هذه المكاتب فتحت في دور الثقافة والبلديات. وقد وجد الجزائريون كل التعاون لانجاح هذه الانتخابات وأكد على شكر السلط التونسية المركزية والمحلية لتوفير المعدّات والفضاءات ووسائل الأمن لانجاح هذه الانتخابات وأضاف بأن هذا التعاون ليس غريبا عن شعبنا الواحد.
لمن صوّتوا؟ لمن صوتت الجالية الجزائرية في تونس؟ عن هذا السؤال أجاب القنصل العام أن النتائج كانت قريبة من النتائج على المستوى الوطني، ذلك أن جبهة التحرير الوطني حصلت على أعلى نسبة تصويت. وفي المرتبة الثانية حزب التجمع الوطني الديمقراطي وفي المرتبة الثالثة تكتل الجزائر الخضراء، لكن نسب الأصوات بين الحزبين الثاني والثالث كانت متقاربة جدا.
لكن فيم تنشط الجالية الجزائرية في تونس؟ عن هذا السؤال أجاب القنصل العام بأن الجيل الأول من الاخوة الجزائريين الوافدين على تونس جاء قبل الاستقلال الجزائري ويمثل أكبر نسبة من هذه الجالية وهي في أغلبها من الفئة الفقيرة وتنشط في الفلاحة والأعمال والحرف البسيطة بالاضافة الى وجود بعض الاطارات والأطباء، لكن الجيل الجديد من الوافدين جلهم من الأطباء والاطارات السامين العاملين في شركات دولية بالخصوص.
شهادات
من جهة اخرى اتصلنا بجزائريين مقيمين في تونس وقد ذكرت لنا آمال طويبي أنها صوتت لجبهة التحرير لأنها تمتلك شرعية تاريخية لمشاركتها في حصول الجزائر على استقلالها. وأضافت أن الشعب الجزائري عاقبها في الانتخابات التي أجريت في التسعينات بعد أن اتهمت بعض قياداتها بالفساد، لكن بعد الأحداث الدموية التي خلفت 200 ألف قتيل في صفوف الجزائريين بسبب تشدد وتطرف بعض الأحزاب الاسلامية اختار الشعب الاستقرار والأمان ولعلّ انضمام متشدّدين في حلف الاسلاميين جعلهم حسب محدّثتنا يخسرون عديد الأصوات.
الربيع العربي
سألنا سعيد وهو كذلك جزائري مقيم في تونس عن سبب تصويت الجالية الجزائرية لأحزاب مدنية أساسا وعن مدى تأثرهم بأداء النهضة في تونس. فأجاب بأنه لا وجود لعلاقة بين أداء النهضة في تونس والتصويت بالأغلبية لجبهة التحرير. وأضاف صحيح أن الكثيرين توقعوا أن لا تخرج نتائج الانتخابات في الجزائر عن النتائج في تونس ومصر والمغرب التي فازت فيها أحزاب اسلامية، لكن للجزائريين تجربتهم الخاصة وهم في هذه المرحلة يبحثون عن الأمان والاستقرار.