عاشت سيدي بوزيد مؤخرا فعاليات الملتقى المغاربي للشعر في دورته العاشرة التي شهدت حضورا عربيا حيث شارك فيها وفد عن الرابطة العربية للإبداع يضم ممثلين عن مختلف الأقطار العربية كما سجلت مشاركة عديد الوجوه الشعرية التونسية المتميزة. وصرح العديد من الشعراء بأنهم جاؤوا من اجل سيدي بوزيد التي صنعت الحدث بداية من 17 ديسمبر كما عبر العديد منهم عن فخرهم بسيدي بوزيد ودورها التاريخي في فتح المرحلة العربية الجديدة واعترافهم بتاريخ السابع عشر من ديسمبر وهو ما يشكل دعما لأهالي الجهة واعترافا عربيا برمزيتها. والتي مازال فيها الشعر التونسي والعربي يحتفي بالثورة بإشكال مختلفة وهو ما ظهر في مختلف المداخلات النقدية التي اهتمت بتجارب شعرية اهتمت بالمضمون الثوري حيث سلط الضوء في قراءة مغايرة على تجربة الشابي وعلى تجارب فوزية علوي وعلياء رحيم ومحمد الجلالي والشعراء الذين تم نشر نصوصهم ضمن كتاب اتحاد الكتاب التونسيين الذي ستصدر منه لاحقا أجزاء جديدة حسبما صرح به د محمد البدوي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين.
ولم يغب موضوع الثورة عن مختلف القصائد التي ألقيت وان تميز بعضها بالخطابية والبساطة... ويبدو أن الساحة الشعرية تعيش حالة وحام على الثورة مستلهما تجارب درويش وغيره من الثوريين وهو ما ينبئ بمخاض لقصيدة عربية جديدة...
وثمن البيان الختامي انعقاد هذا الملتقى في هذه الدورة ليثبت استمراريته في ظل الصعوبات الكثيرة التي يعاني منها المشهد الثقافي في هذه المرحلة حيث يقل الدعم وتنتهك حرمة الثقافة والمثقفين والتظاهرات الثقافية من أطراف مختلفة... كما ثمن التقارب والتلاحم بين المثقفين العرب من اجل الأمل الكبير... أمل الأمة العربية الواحدة وابرز أهمية أن تحصد سيدي بوزيد اعترافا من المثقفين العرب برمزيتها وبرمزية تاريخ السابع عشر من ديسمبر وان يشعر العرب وهم يتجهون إليها بفخر واعتزاز...
وأشاد بالقصائد الخليلية الناجحة التي ألقيت وأن يتفاعل الجمهور مرارا مع الكثير من القصائد العمودية وفاء لأصل الشعر العربي وردا على الدعوات المتتالية لنسيان القصيدة الخليلية هدما للثقافة العربية الرمز...
وحي التزام أصوات عديدة بالقضايا العربية ومواصلتها للنضال الثقافي من اجل فلسطين وغيرها من السيادات العربية المنتهكة...و نجدد تضامننا مع الشعب الفلسطيني وأسراه المضربين عن الطعام ودعوتنا المتواصلة للتأهب ضد كل تطبيع ثقافي مع الكيان الصهيوني والقوى الامبريالية وحلفائها.
ولكن هذا التثمين لم يمر دون اطلاق صيحة فزع على حال الشعر العربي اليوم واعتبر أن هذه النقاط المضيئة لا تخفي حالة الشعر العربي حيث صار ادعاء الشعرية والصعود إلى منابر الشعر متاحا لكل من هب ودب ولنصوص ضعيفة لا شعرية فيها. وطالب النقاد والإعلاميين باتخاذ موقف حازم حفاظا على خصوصية الشعر العربي وحماية لثقافتنا العربية من الانهيار...
المسابقة الشبابية
اما في المسابقة الشبابية فقد فاز الشاعر الليبي الشاب علي الشويهدي بالجائزة الأولى للملتقى في حين ألت الجائزة الثانية إلى الليبي سيف الدين الهمامي والتونسي منير العليمي أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب إبراهيم السليمي وكانت المسابقة الشعرية شهدت لأول مرة مشاركة لبعض الشبان من ليبيا إلى جانب التونسيين في خطوة نحو توسيع المسابقة مغاربيا في المرة القادمة...