تمهيدا لفتح الفرع الزيتوني بمدينة سوسة قدّم الشيخ حسين العبيدي امام جامع الزيتونة مؤخرا محاضرة ب«الجامع الكبير» بعنوان «الاسلام والدولة» بحضور عدد قليل وعلى غير العادة مقارنة بحضوره فيما سبق من محاضرات بهذا الجامع فسره البعض ببقايا الزيتونيين الموالين للعهد البائد . انطلق الشيخ في محاضرته من سرد تاريخية ظروف وأسباب فصل الدين عن الدولة معتبرا اياه شعارا أوروبيا مؤكدا أن العلمانية هي توجه أوروبي حكمتها ظروف معينة لا يمكن تطبيقها بأي صفة أوأخرى في المجتمعات الاسلامية اعتبارا أن الدين الاسلامي يشمل كل مجالات الحياة مضيفا بالقول «الذين ينادون بفصل الدين عن الدولة بدعوى أن الدين شأن خاص بين الفرد وربه فانها كلمة حقّ أريد بها باطل « وعارض الشيخ حسين بكل شدة العلمانية معتبرا اياها عدوة الدين الاسلامي وتشكل تهديدا له .
وأشار الشيخ العبيدي الى مسألة الافتاء في تونس مخصصا بالوصف مفتي الجمهورية التونسية قائلا: «لا دور للمفتي في تونس غير مسألة هلال العيد فليست لنا شريعة في تونس حتى يقع تفعيل الافتاء فيها».
عرّج الشيخ العبيدي أيضا على وضع الزيتونيين قبل وبعد الثورة قائلا «كانوا ولازالوا يصفوننا بالرجعية وفي الحقيقة هم الذين يتصفون بذلك نظرا الى الانحلال الأخلاقي السائد، كما كانوا يصفوننا بأصحاب الكشط والكفن ولازلنا مستهدفين من طرف العلمانيين وأنصارهم الذين يحرصون على تغييب الشريعة الاسلامية وتركيز مبادئ العلمانية ويحاولون منع التعليم الزيتوني بكل الطرق فلا بدّ من اليقظة والتصدي لهم وان سمعتم بقرار عزلي من جامع الزيتونة فذلك دليل على بداية تنفيذ مخططهم فأدعوكم الى الزحف على الأقدام الى العاصمة للاحتجاج فتلك أمانة في رقابكم».
دعا الشيخ حسين الى توحيد الجهود والتركيز على أولويات الأمور في ما يخص ترسيخ معالم الشريعة الاسلامية ومنع كل محاولات فصل الدين عن الدولة داعيا جميع التوجهات الدينية الى التوحد قائلا «لا بدّ للسلفيين وجماعة حزب التحرير وحزب النهضة من التوحّد وتجاوز الأمور الشكلية فالسلفيون أبنائي ونحن كلنا سلفيين بل نحن متصلين بعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأسبق الى السلفية ومهما يكن فسنضمّ السلفيين تحت جناحنا ولا بدّ من مساندة اخواننا في الحكم حتى يتمكنوا في مناصبهم نصرة لديننا الحنيف فعلينا بالالتفاف واليقظة فعدد المسيحيين في تونس تجاوز الخمس آلاف وأحزاب الشيطان بدأت في الانتشار ونحن لا زلنا مهتمين بالجدل في البدع وغيرها من الشكليات».