عقب مقتل أكثر من تسعين مدنيا في قرية «الحولة» بحمص تبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بالوقوف وراء هذه المجزرة , طالب «ما يسمى» بالجيش السوري الحر مجموعة «أصدقاء سوريا» بتشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية لدمشق . وأظهرت صور ومقاطع فيديو عشرات الاشلاء والجثث لمدنيين ضحايا ما وصفته المعارضة السورية بالقصف العشوائي للجيش النظامي وما نعتته دمشق بالمجزرة الوحشية لعصابات الجيش الحر .
من الفاعل ؟
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن المجموعات المسلحة اقدمت الليلة قبل الماضية على ارتكاب مجزرة بحق 25 طفلا في بلدة «الحولة» التابعة لمحافظة حمص وسط سوريا مشيرة إلى أن هذا التصعيد من قبل المجموعات المسلحة حصل بعد هجوم حوالي 200 مسلح على الحواجز العسكرية للنظام القريبة من البلدة حيث وقع عدد كبير منهم بين قتيل وجريح ليعودوا إلى القرية ويرتكبوا مجازر بحق المواطنين المعروفين بتأييدهم للقيادة السورية .
وفي المقابل , دعا ما يسمى بالمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر أمس مقاتليه إلى «توجيه ضربات عسكرية منظمة» إلى قوات النظام ورموزه، وذلك بعد مقتل اكثر من تسعين شخصا في قصف على منطقة الحولة في محافظة حمص .
وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ في بيانه «ندعو كافة مقاتلينا من عسكريين وثوار إلى (...) توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء».
حلف عسكري
كما تجدد طلب الجيش الحر من مجموعة «دول أصدقاء سوريا وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه».
واشار إلى أنه على المجتمع الدولي والموفد الدولي الخاص كوفي عنان «اتخاذ موقف يتناسب وهول الجريمة في منطقة الحولة». كما دعا المجلس العسكري السوريين «وخصوصا في دمشق وحلب إلى «التظاهر على مدار الساعة وعلى امتداد ساحة الوطن من دون توقف»، ملتقيا بذلك مع دعوة في هذا الاطار وجهها ايضا المجلس الوطني.
ودعا الشعب السوري الى اعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام «واعتبارها أياما لتصعيد «الثورة» ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من المظاهرات وخصوصا في دمشق وحلب». وطالب المجلس الوطني مجلس الامن الدولي ب«عقد اجتماع فوري» بعد «مجزرة الحولة الشنيعة» التي حصلت «في ظل وجود المراقبين الدوليين».
إدانة
بدوره , اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان باريس تدين «المجازر» التي وقعت في الحولة و«الفظائع» التي يتحملها الشعب السوري، وتدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة. واضاف في بيان «اني اجري فورا اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة «دول اصدقاء الشعب السوري»، على اثر مقتل اكثر من تسعين شخصا من بينهم 25 طفلا، في المنطقة الواقعة وسط سوريا، منددا ب «الانجراف الدامي» للنظام السوري نحو العنف. حسب تعبيره . واضاف «ازاء هذا الانجرار الدامي للعنف الذي ندد به مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة مرة اخرى، يتعين على مراقبي الاممالمتحدة التمكن من انهاء انتشارهم للقيام بمهمتهم كما يتعين تنفيذ خطة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، بلا تاخير».