معتمدية السبيخة من ولاية القيروان مترامية الأطراف. تعد نحو88 الف ساكن. وهي تنتظر من المسؤولين الجدد حظها من التنمية الجهوية وينتظر المواطن تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتوفير المرافق الأساسية وقد تراكمت المطالب إثر زيارة والي القيروان الى السبيخة.
مشاريع تنتظر
ورغم حالة الفوضى فإن الجميع كان يستمع وينصت الى حديث الوالي أثناء زيارته للجهة وهو يصف أبناء الجهة ب «الجنود المرابطين» ومكبرا فيهم تعلقهم بارضهم رغم غياب المرافق الأساسية. واكد ان المسؤولية أمانة، واعدا إياهم ببناء ما هدم في المرحلة السابقة التي اتسمت بالتهميش. وتعهد الوالي بالإصلاح الإداري والمالي رغم صعوبة المرحلة في مواجهة البطالة المزمنة والفقر والامية. وقال ان هذا العمل يتطلب التدرج والمرحلية. واكد انه سيتم تكوين لجنة جهوية للرقابة الإدارية والمالية لمقاومة الفساد. كما تحدث عن معاناة الأهالي وابرزها ماء الشرب والمسالك الفلاحية والأراضي السقوية وقطاع الفلاحة وتدارس الحالات الاجتماعية والتشغيل الذي يشغل أبناء الجهة. وهي ملفات كبيرة وساخنة قال الوالي انه ستتم معالجتها بالتعاون مع جميع الأطراف.
ودعا ابناء الجهة الى تكوين لجنة محلية للتنمية. كما عبر عن تفهمه لما جاء من شعارات ونداءات رفعت ايادي الحاضرين. واكد على اتخاذ السلط الجهوية لإجراءات لفائدة المعطلين ستصدر قريبا مشيرا الى ان آلية التشغيل التي لا توفر للمواطن سوى 120 دينارا فيها إهانة للعامل مؤكدا على ضرورة التعاون على معالجة ملف التشغيل بين القطاعين العام والخاص. وقد تم تقديم جملة من المشاريع التي سيتم تنفيذها في معتمدية السبيخة مثل شبكة الري بعين بومرة والماء الصالح للشرب والتنوير العمومي ومد الجسور والطرقات وتوسعة قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي والعيادات الخارجية.
المطالب والوعود
تدخلات المواطنين كانت كثيرة جدا. تعبر عن مشاغل خاصة مثل تحسين المسكن وبطاقات العلاج والتكفل بذوي الاحتياجات الخصوصية والتشغيل والمساعدات الاجتماعية. بينما كانت مطالب أخرى تتعلق بالمصلحة العامة منها إحداث مكتب للتشغيل بالسبيخة وتواصل منحة امل والتعجيل بفتح المناظرات وتسوية وضعية الأليات الهشة.
كما تساءل البعض عن نصيب السبيخة من المشاريع المخصصة لولاية القيروان، بينما طالب آخرون بأن يتم الحاق المعتمدية إداريا بولاية سوسة في ظل ضعف التنمية بولاية القيروان. وتطرق احدهم الى المنطقة الصناعية بالسعدية واعتبرها ابنا غير شرعي للجهة وطالبوا بإنشاء منطقة صناعية بالمنطقة البلدية وإقامة المؤسسات الصناعية بها من اجل الحد من حدة البطالة. وطالب المواطنون بإنشاء محطة للتطهير لأنها في نظرهم من الأولويات التي لم تعد تحتمل الانتظار. وطالبوا بإدراج السبيخة ضمن الجهات ذات الأولوية في التنمية. وتحدث مواطنون آخرون عن الأراضي الاشتراكية وأملاك الدولة بالمنطقة البلدية، وتحدثوا عن الأحياء الشعبية المهمشة التي انجز فيها قنوات لتطهير. وتم الحديث عن النظافة.
المطالب كثيرة والوعود أيضا كثيرة. فهل ستعرف هذه المعتمدية منوال تنمية يرتقي بها الى الأفضل وهل ستتوفر الحلول للمعطلين عن العمل بعد هذه الزيارة؟ هذا ما ينتظر المواطن تحققه عاجلا غير آجل.