«اعتماد الحكومة سياسة التسويف والانقلاب والنكوس والتراجع في الاتفاقيات المبرمة بينها وبين الاتحاد العام التونسي للشغل هو موقف غير مسؤول وسابقة خطيرة تضرب في عمق الحوار الاجتماعي والحق النقابي». هذا ما صرّح به السيد الطاهر ذاكر الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي خلال ندوة صحفية عقدها أمس بالاتحاد العام التونسي للشغل. وأضاف الطاهر ذاكر انه في الوقت الذي كان فيه أعضاء الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الأساسي يتدارسون مشروع محضر الاتفاق الذي توصلت اليه النقابة العامة مع وزارة التربية بعد مفاوضات ماراطونية تفاجؤوا بموقف متصلب ولا مسؤول للحكومة ترفض خلاله مقترح الوزارة الوارد في مشروع الاتفاق والقاضي بالترفيع في منحة مستلزمات العودة المدرسية وهو موقف ينم عن استخفاف الحكومة بالمطالب المشروعة وغير التعجيزية على حد قوله.
وقال الكاتب العام إن موقف الحكومة يدفع نحو التصعيد وتعكير المناخ الاجتماعي العام مضيفا ان سياسة التراجع والالتفاف على مقترح لم يعمّر أكثر من ساعات يؤكد عدم جدية الحكومة في التعاطي مع المشكلات الاجتماعية ويقوم على ضرب مصداقية التفاوض كمدخل للتراجع عن كل الاتفاقيات السابقة فهي لم ترفض مطلبنا بل إنها تراجعت في مقترحاتها «الهزيلة» وهي سابقة خطيرة وغياب للمسؤولية واستخفاف بالاتحاد ومحاولة لاستهدافه بشكل آخر من خلال التراجع في الاتفاقيات المبرمة معه.
وأوضح ان الامتحانات لا علاقة لها بالاضراب وأن السنة الدراسية ستتوّج بالنجاح محمّلا الحكومة مسؤولية اي تطوّرات يمكن ان تقع في الفترة القادمة في المدارس الابتدائية مندّدا بوجود ميليشيات تعمل على ترهيب المعلمين في المدارس محاولة منهم تكسير الاضراب دفاعا منهم على الحكومة قائلا: «لا تراجع عن مطالبنا المشروعة دون تجزئة ولا نقصان».
هجمة ضد الاتحاد
من جانبه أوضح حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد المسؤول عن الوظيفة العمومية ان هناك استراتيجيا ممنهجة تهدف الى مسّ الاتحاد العام التونسي للشغل وخلق انعدام الثقة بين القاعدة وهياكله وهو أمر لا يمكن السكوت عنه مؤكدا ان الاتحاد متمسّك بكافة الاتفاقيات ويطالب الحكومة بالالتزام بتعهداتها والقطع مع ازدواجية الخطاب والمماطلة لأن المسألة اليوم تجاوزت المطالب القطاعية لتصل الى مصداقية التفاوض على حدّ قوله.