تناول السيد محمد الرابحي مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة بالحديث استعدادات وزارة الصحة لموسم الصيف ورمضان، وذلك خلال لقاء مع الإعلاميين بمقر رئاسة الحكومة. وقال مدير حفظ الصحة إن فصل الصيف يتميز بارتفاع درجات الحرارة الذي يمكن أن يؤدي إلى تدهور جودة المياه والمواد الغذائية لا سيما تلك التي تتميز بسرعة تعفنها وهو ما يفرز صعوبات عديدة في الوضع البيئي وانعكاسات على الصحة العامة.
ومع اقتراب فصل الصيف تستنفر المصالح التابعة لوزارة الصحة قصد تأمين سلامة المواطن فالحرارة هي مؤشر حقيقي للتفاعل مع بقية المواد حسب تصريحات الدكتور محمد الرابحي وأضاف أن هناك معطيات تغيرت في سلوكيات التونسي الذي أصبح يكثر من تناول الأطعمة والمشروبات خارج المنزل وفي المطاعم كما يتكاثر خلال فصل الصيف إقبال التونسي على المثلجات وعلى تناول الوجبات في «العزائم» والسهرات وهو ما يتسبب في غياب قواعد حفظ الصحة ومراعاتها. كما أكد السيد محمد الرابحي وجود برنامج للمراقبة الغذائية والوقاية من الأمراض المنقولة.
تكثيف المراقبة
وستقوم قبل فصل الصيف مصالح حفظ الصحة بالتدخل وتكثف عمليات المراقبة الصحية كما سيتم التركيز على المؤسسات الصحية والمواد ذات الاستهلاك الواسع (المياه المعدنية الحليب المصبرات والأكلات السريعة) وهي مواد مستهدفة وذات أولية.
ومع تزامن فصل الصيف مع شهر رمضان المعظم وتنطلق تحضيرات وزارة الصحة يوم 20 جوان وهدفها حماية السلامة للمواد الغذائية. كما تم تكوين فرق مختصة لتكثيف المراقبة بالمؤسسات السياحية وسيتم التثبت بصفة خاصة من مراكز الاستقبال والحفظ والإعداد والتوزيع للمواد الغذائية، كما سيتم السهر على مراعاة قواعد حفظ الصحة بالغرف والمسابح.
مياه الشواطئ
من جهة أخرى قامت المصالح المعنية بتحاليل لمياه البحر والشواطئ استعدادا لموسم الاصطياف وهو ما أفرز تصنيفا لمياه الشواطئ بتونس وأضفت النتائج إلى التصنيفات التالية: 65.5٪ من الشواطئ حسنة جدا و16٪ حسنة و2٪ قريب من الحسن و2.5٪ رديئة جدا و2٪ رديئة. مع العلم أنه يتم منع السباحة في الشواطئ ذات المياه الرديئة جدا.
وأكد السيد محمد الرابحي أن هناك 35 نقطة مراقبة قارة في 1300 كلم من الشواطئ ويتم أخذ العينات مرة في الشهر شتاء ومرتين في الشهر صيفا. أما فيما يتعلق بالمياه المستعملة التي يستعملها بعض الفلاحين بعد معالجتها، فتقوم الوزارة مع المصالح المعنية من وزارات أخرى بالتصدي لاستعمالها. وفي المقابل هناك اتجاه نحو ترشيد استعمال المياه المعالجة من خلال التحاليل والبحث عن الجراثيم مثل جرثومة الكوليرا.
كما تقوم وزارة الصحة بحملة للوقاية من الحشرات المنقولة مثل «الناموس» لا سيما مع تكاثر الفضلات والتي تتميز بأنها فضلات في معظمها عضوية (80٪ منها) كما يتسبب كل من يقوم بإحراق الفضلات بالنار في انبعاث غازات سامة نستنشقها.
وقامت وزارة الصحة بجرد لأغلب الأوكار المحتملة لتوالد الحشرات و«الناموس» ويذكر أن هناك تنسيقا مع المتدخلين لمقاومة هذه الحشرات التي اكتسبت حسب دراسات لوزارة الصحة مناعة كبيرة أمام استعمال المبيدات ومتابعة لهذا الموضوع اقترحت الوزارة أنواع المبيدات التي يمكن استعمالها والحلول الممكنة.
وأكد السيد محمد الرابحي أن هناك وسائل صديقة للبيئة يمكنها القضاء على تكاثر الحشرات مثل استعمال أحد أنواع الأسماك التي توضع في السدود وتتناول اليرقات وتقضي على الدورة الطبيعية لتكاثر الحشرات كما يمكن استعمال زيت البارافي الذي يمنع اليرقات من استنشاق الهواء فتموت اختناقا!
من جهة أخرى وضعت وزارة الصحة برنامج يقظة لمنع دخول بعض الأمراض الخطيرة الموجودة بالبحر الأبيض المتوسط، وقد تمّ وضع نقاط مراقبة بالموانئ وستتم العناية في البرنامج الخصوصي للوزارة بالجانب التحسيسي والإعلامي مع المواطنين.