بعد اضراب 30 و31 ماي الذي حقق نسبة نجاح فاقت 90٪ قررت الهيئة الادارية للتعليم الاساسي الاضراب مجددا يومي 19 و20 جوان الجاري احتجاجا على تعنت الوزارة. قرار الهيئة الادارية سببه فشل المفاوضات مع سلطة الاشراف التي استخفت بمطالب المعلم ومارست سياسة المماطلة والتسويف والانقلاب على الاتفاقيات المبرمة مع النقابة وهو ما أكّده كافة من استجوبناهم من المعلمين الذين أبدوا استعدادهم المطلق للاضراب الذي «اضطرّتهم اليه سياسة الحكومة في التعامل مع مطالبهم المشروعة» مؤكدين أنهم وبقدر ما هم حريصون على انجاح السنة الدراسية بقدر ما هم متمسكون بحقهم في منحة العودة المدرسية وغيرها من المطالب «المزمنة» والتاريخية على غرار تحسين ظروف العمل بالمدارس الابتدائية (بنية تحتية، اكتظاظ، معينات بيداغوجية) واحترام الاتفاقيات المبرمة الخاصة بالنواب والمتعاقدين والمساعدين البيداغوجيين ومعلمي التطبيق الاول وغيرها.
تذمّر ومعاناة
كل هذا أكدته السيدة هاجر مسعودي التي أبدت تذمّرها من تجاهل الوزارة لمعاناة المعلّم وتعمّدها تهميشه رغم الدور الكبير الذي يقوم به في بناء أجيال المستقبل باعتباره الاساس والركيزة الأولى لأبناء الغد وأوضحت أن الاضراب ليس غاية في حدّ ذاته بل انه طريقة تعبير أمام الصمت المريب للحكومة تجاه المشاكل القطاعية وهو الموقف ذاته الذي عبّرت عنه زميلتها شادية بالأزرق مؤكدة أن النضالات مستمرّة رغم التضييقات الحاصلة من بعض الاطراف «المأجورة» التي تحاول ترهيب المعلمين في بعض الجهات وهي ممارسات النظام البائد وقالت ان عدم جديّة الحكومة في التعامل مع مشاغل المعلّم والتفافها على الاتفاقيات المبرمة معها فيه ضرب لمصداقية التفاوض وغياب للمسؤولية وعليها تحمّل المسؤولية كاملة.
ضرب للتعليم
أما صوفية بياوي فقد صرّحت ان تهميش المعلّم وعدم النهوض به ماديا ومعنويا هو ضرب لسياسة التعليم بصفة عامة قائلة: «ضرب المعلم هو ضرب للمؤسسة التربوية» وأبدت استياءها من الظروف «القاهرة» التي يعمل في اطارها معلّمو الارياف على وجه الخصوص الذين يعانون الأمرّين واصفة إيّاهم ب «المناضلين والكادحين» معتبرة أن قرار الاضراب الذي يعدّ الثالث في ظرف وجيز قرار صائب ستتلوه نضالات اخرى بأشكال قانونية مختلفة. إهانات
السيد البشير الرابحي أوضح بدوره ان المعلّم اليوم أصبح يتعرّض الى أبشع أنواع الاهانات من الحكومة ومن الولي وأحيانا من التلاميذ ومقولة «كاد المعلم أن يكون رسولا» لم تعد تؤتي أكلها على حد تعبيره مشيرا أن التعليم الاساسي هو النواة الاولى للتعليم وكان من الأجدر إيلاؤه الأهمية التي يستحق شأنه شأن بقية القطاعات الاخرى بدل تعمّد تهميشه وحرمان المعلّم من أبسط حقوقه على غرار التمتع بمنحة خصوصية مثل بقية القطاعات كالصحة والتعليم العالي والفلاحة وتحسين ظروف عمله حتى يستطيع تقديم المعلومة على أكمل وجه. وقال الرابحي انه يساند الاضراب الذي يتوقع ان تكون نسبة نجاحه تفوق نسبة اضراب 30 و31 ماي في كافة المدارس الابتدائية بمختلف الولايات نظرا لإيمان المعلمين بقضيتهم وبمطالبهم المشروعة.