نظم فريق المركز الثقافي الجبلي بريف الوساعية سبيطلة الدورة الاولى للمهرجان الدولي للاكليل ويعد اختيار الاكليل محورا لهذه التظاهرة الثقافية التنموية لأهمية هذه النبتة. ينطلق موسم جني نبتة الاكليل من بداية ماي الى موفى جويلية ولكن لم تتطور عائداتها رغم اهمية زيت الاكليل المستعمل طبيا والذي يقع تصديره بأثمان جد مرتفعة مقابل حصول العملة في هذه الارياف القصية على مبالغ زهيدة لا تتجاوز تسعة دنانير للقنطار الواحد مما جعل موسم جني الإكليل في تراجع مستمر هذا بالإضافة الى الاخطار التي تهدد نبتة الاكليل.
تندرج هذه التظاهرة في اطار البرمجة الثقافية التي يريدها فريق المركز الثقافي الجبلي واقعية تلامس أنشطة متساكني هذه الفيافي القصية وتسهم في تعلقهم بأرضهم وطبيعتهم الخلابة التي لم يقع إلى الآن برمجتها في مسالك سياحية وطنية مما سيمثل متنفسا لسياحتنا التي ظلت سجينة الشواطئ وبعض الوجهات الكلاسيكية فكانت هشة و يسر انتكاسها لأبسط الرجات. مما تجدر الاشارة اليه هو ان ضيوف المهرجان الدولي الأول للاكليل من فنانين أجانب وتونسيين وإعلاميين قضوا ليلة عند الاهالي على سفح جبل سمامة وذلك في اطار مشروع السياحة المتضامنة الذي يسعى شباب الجبل إلى إرساء تقاليده في هذا الريف وقد نجحت هذه المبادرة في تظاهرة عيد الرعاة نجاحا كبيرا اذ عاش الضيوف نهاية اسبوع استثنائية في أجواء بدوية تلقائية بعيدا عن رتابة تظاهرات القاعات المغلقة.
موعد شهري
يسعى فريق المركز الثقافي الجبلي و جمعية الهضاب بالتعاون مع عديد الأطراف كجمعية العمل التنموي بالوساعية ومندوبيتي الثقافة والسياحة إلى الحفاظ على تقليد تظاهرة شهرية وستكون التظاهرة القادمة ليلة «القصبة» وهي الآلة المحببة لسكان هذه الربوع.
البرنامج كان طريفا وفيه ابتكار وبصمات المبدع عدنان الهلالي الذي قدم درسا في الابتكار والانطلاق من المحلية من اجل الاشعاع الوطني والدولي لم لا؟ ومن بين فقرات هذه التظاهرة : معرض الفنانة التشكيلية العصامية زينب الهلالي« فوق راقوبة العقاب». وسهرة فنية دولية مع الثنائي البلغاري ليدلا كانيفا (الاكورديون) والكسندر افستفياف (الناي) في وصلة اغاني تراثية بلغارية وتونسية، ووصلة لعازف السانتور العراقي محمد زكي درويش صاحب الصوت الشجي في باقة بغدادية ومجموعة الدبكة الفلسطينية.
وعرض «حسبتك خويا» (طرق وقصبة) مع الكامل بلعيد وصليحة غيلاني وخليفة الهلالي ومنصف بالجمعي في الملولية، وعازفي القصبة عمار الصالحي ومصطفى الذيبي.
الى جانب مواكبة موسم جني الاكليل مع «الكلاّلة» وورشة الفنون التشكيلية بمشاركة أطفال الجبل تنشيط الفنان الايطالي درفلوي اوليفياي. وندوة علمية حول نبتة الإكليل بمشاركة اخصائيين ومهندسين.
حفل الاختتام امنته جمعية الاخوة المصرية التونسية برئاسة احمد سمير وتم خلاله تكريم العملة المشاركين في الموسم وراديو شعانبي «أف أم» والمرحوم محمد بن عبد الرحمان الذي كان من اشهر حراس الجبل اذ تفانى في حراسة ثروته طيلة حياته. متابعة شكري الباصومي