كشف محسن مرزوق عضو الهيئة الوطنية لتفعيل مبادرة «نداء تونس» أن الحركة السياسية الجديدة التي سيعلنون عنها رسميا يوم 16 جوان الجاري لا تستهدف حركة النهضة. احتضن أحد نزل العاصمة ظهر أول أمس الجمعة لقاء قدم خلاله الناشط السياسي محسن مرزوق الخطوط العريضة لحركة «نداء تونس» التي قال أنها ستكون حزبا مفتوحا لكل التونسيين المؤمنين بالجمهورية وروح الاعتدال التونسي ومن لم تتعلق بهم قضايا فساد أو نهب للمال العام أو استغلال النفوذ .
مرزوق الذي يعد أحد الشخصيات الأساسية في هذه الحركة السياسية الجديدة التي سيتزعمها الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي قال أن الحوارات التي أجراها أعضاء الهيئة الوطنية في جهات البلاد أفضت إلى قناعة أساسية وهي ضرورة تأسيس حركة جديدة برؤية مغايرة لمنطق «الدكاكين السياسية» الصغيرة للمحافظة على زعامات وهمية لكن هذا الحزب الجديد لا يرفض التحالف والائتلاف في شكل جبهة سياسية وانتخابية مع كل القوى التي تشاركهم الرؤية وتصور مستقبل تونس المهدد الآن نظرا لغياب قوة مضادة فالديمقراطية لا يمكن أن تتحقق في غياب قوتين أساسيتين أو ثلاث لضمان التداول على السلطة.
وذكر مرزوق الذي كان مرفوقا بأحد القيادات التاريخية للحركة الديمقراطية بوجمعة الرميلي أن نتائج انتخابات 23 أكتوبر كانت منطقية جدا لأن الحركة الديمقراطية خاضتها مشتتة القوى وبلا تجربة تذكر وبلا إمكانيات مالية على عكس النهضة تماما لكن المشكلة في رأي محسن مرزوق هو ما حدث بعد الانتخابات فقد جرى التعامل مع النتائج وكأنها نتائج انتخابات تشريعية لإدارة البلاد في حين أنها نتائج تأسيسية ويفترض أن تدار البلاد في هذه المرحلة الانتقالية بالوفاق لكن النهضة اختطفت البلاد «بالغدرة» وبمساعدة المعارضة التي رضيت بهذا الواقع الذي فرضته النهضة دون حق وبلا موجب وهي تسعى الآن للهيمنة على النيابات الخصوصية وفق منطق غريب بعد أن زحفت على الإدارة وأعتبر مرزوق أنه لا وجود للترويكا بل هناك حزب واحد يتحكم في كل شيء ويتخفى وراء هذا المصطلح الهلامي .
مرزوق الذي كان من القيادات التاريخية للحركة الطلابية في الثمانينات وللاتحاد العام لطلبة تونس قال أن المطلوب اليوم هو الالتفاف حول «نداء تونس» لإيجاد قوة سياسية قادرة على تولي السلطة وضمان التداول السلمي وأعتبر أن حزبهم غير معني بفزاعة «الدساترة» وقال أن الفيصل هو القانون وكل التونسيين سواسية والقضاء هو الفيصل الوحيد بين الجميع وأعتبر أن الهدف الأساسي لحركتهم هو استقطاب 50 بالمائة من التونسيين الذين لم يشاركوا في الانتخابات وبالتالي فهم لن ينافسوا الأحزاب الأخرى بل سيكونون إضافة الى المشهد السياسي بإستقطاب فاعلين جدد.
محسن مرزوق قال في كلمته أن إنقاذ البلاد مازال ممكنا وعلى القوى الديمقراطية أن لا تضيع الفرصة الأخيرة كما أضاعت فرصا سابقة للفعل السياسي وأعتبر مرزوق أن ممارسات أنصار النهضة في الجهات خاصة غير ديمقراطية بالمرة وهي تنذر بمنزلق سياسي خطير واتهم النهضة بالسعي الى بناء جهاز دولة موازي.
مرزوق قال أيضا أن الحزب الجديد سيعلن عنه رسميا يوم 16 جوان وقد يحمل اسم «نداء تونس»وقال أن الهيئة الوطنية تضم أجيالا ورؤى منها اليوسفيين مثل الأستاذ العميد الأزهر القروي الشابي الذي سجن في الحركة اليوسفية والبورقيبيين مثل الأستاذ الباجي قائد السبسي وقيادات الحركة اليسارية مثل الأستاذ بوجمعة الرميلي والنقابيين مثل الأستاذ الطيب البكوش والعروبيين مثل الأستاذ الأزهر العكرمي واليسار الطلابي في الثمانينات مثله وغيرهم وقال أن هذه الهيئة ستدير الحزب مؤقتا في انتظار استكمال الهيكلة الجهوية والمحلية .
وختم مرزوق مداخلته بالتأكيد على أن الحزب الجديد يهدف أساسا إلى قطع الطريق على الديكتاتورية التي قال أنها تهدد تونس في غياب التوازن السياسي.