ينتظر الرأي العام والسياسيون على وجه الخصوص الاعلان الرسمي عن تفاصيل مبادرة الباجي قايد السبسي التي تعرف باسم « نداء تونس» وذلك في انتظار التسمية النهائية لكن ما سر التغيير المتواصل لموعد الاعلان الرسمي عن هذا الحدث المنتظر ؟ ميلاد مبادرة السبسي تصاحبها الى حد الآن هالة اعلامية كبيرة تبدو مقصودة لاثارة الرأي العام وشده نحو تفاصيلها واعتبارها منقذ البلاد من حالة التجاذب بين الحكومة والمعارضة.فمنذ الاعلان عن المبادئ الاولية للمبادرة تتالت التكهنات بموعد صياغتها النهائية انطلاقا من لقاء المنستير الشهير وصولا الى غرة جوان ثم 16جوان المقبل وتفيد بعض الأخبار أن العمل جار حاليا لاعداد الجانب الشكلي الذي سيظهر فيه قادة المبادرة وعلى رأسهم الباجي قايد السبسي والمكان الذي سيحتضن اللقاء وهو من المرجح قصر المؤتمرات بالعاصمة وقائمة الضيوف إذ يسعى المنظمون إلى أن يكون الجانب الاستعراضي في قيمة وقوة المبادرة والشخصيات التي تدعمها ضمانا لانطلاقة قوية واستقطاب جماهيري كبير. . ويعتقد الملاحظون ان التاخير ساهم في استفادة المبادرة من حالة الاحتقان التي شهدتهاالبلاد مؤخرا وكسبت اصوات ومناصرين جدد من الدستوريين ومن اليساريين ومن المستقلين. وقبل الحكم للنداء أو عليه بحثنا عن المغزى من التشويق والإثارة التي مازالت ترافق الإعلان عن تفاصيل المبادرة .
في هذا الإطاريرى السيد معز بن مسعود مختص في استراتيجية الاتصال السياسي أن عملية التاخير تعود في جزء منها الى التشويق وهي طريقة ذكية تقوم بها بعض الاحزاب السياسية لتبرهن على قدرتها على تعبئة الجماهير في الوقت الذي يبدي فيه البعض نوعا من العزوف عن السياسة والتحالفات الحزبية وتعدد المبادرات. كما يضيف في نفس السياق «هي طريقة كذلك لايجادتموقع معين في اطار ماهو موجود في المشهد السياسي خاصة ان المبادرة تعتمد على كاريزما الباجي قايد السبسي وهي شخصية فاعلة في تونس وساهمت في الوصول بالبلاد الى بر الامان في فترة صعبة».
كما يعتقد محدثنا ان التاخير قد يكون لجس نبض تفاعل التونسي ومدى تلهفه لخروج المبادرة ومحاولة رد الفعل من المواطن ومن بقية الاحزاب وهي مناورة مشروعة باعتبار قوة الشخصية التي تقف وراءها وهي عملية مستبطنة لاعادة توزيع الاوراق وايجاد خارطة جديدة لترتيب هيمنة الاحزاب في تونس على المشهد السياسي وعادة ما تفضي الى مقاربات سياسية او الى تحالفات جديدة وسنرى يضيف محدثنا ان كان بمقدور الباجي قايد السبسي قادرا على تقديم اجندا جديدة وايجاد موقع جديد له اقوى مما كان فيه ويبرهن من خلاله انه قادر على الاضطلاع بمسؤوليات جديدة ضمن برنامج سياسي جديد . وفي المقابل يقول السيد معز بن مسعود هذه الوضعية يمكن ان تكون نتيجة تخبط داخل الحزب نفسه على الزعامات والشخصيات البديلة للسبسي خاصة ان العديد منهم يعتبر ون انفسهم في صدارة الشخصيات والأحداث وبإمكانهم تعويض السبسي وقيادة المبادرة وكسب رضاء الشارع والطبقة السياسية .