أوتيك ام القرى ووصيفة قرطاج واحدة من أهم وأعرق المعتمديات بولاية بنزرت كان لها منذ القديم وبالتحديد منذ العهد الفينيقي مرورا بالعهد الروماني دور سياسي واقتصادي كبير وفعال في المنطقة ككل والى موقعها الاستراتيجي الهام خاصة الذي لا يزال الى اليوم يميز هذه المدينة عن المدن الاخرى . فهذا الموقع ساهم في التعريف بها اليوم وجعلها قبلة للعديد من المتساكنين من جميع المناطق الباحثين عن الاستقرار والهدوء والسكينة وعن قضاء شؤونهم في اسرع وقت ممكن والفضل يعود في ذلك الى توفر هذه المدينة على العديد من الادارات المحلية والعمومية الى جانب قرب المسافة بينها وبين اغلب المدن الهامة فهي على بعد 20 كلم عن مدينة أريانة و25 كلم عن تونس العاصمة و25 عن بنزرت و30 كلم عن مدن ولاية منوبة ففي وقت لا يتعدى النصف ساعة يمكن لأي ساكن من سكان هذه المدينة ان يكون في المدينة التي يريدها دون عناء وذلك لتوفر وسائل النقل بالقدر الكافي كما ساهمت الطريق السريعة والرابطة بين تونسوبنزرت في تقريب المسافات واختصار الوقت الى جانب التطور النسبي الذي شهدته هذه المنطقة على مستوى البنية التحتية فقد ساهمت المنطقة الصناعية بأوتيك بدورها في تحريك سوق الشغل وتطويره وذلك بالحد من البطالة ودفع العجلة الاقتصادية بالجهة خاصة. فكل هذه العوامل جعلت من أوتيك واحدة من اهم المدن التي يستطاب فيها العيش وساهمت كذلك في بروز العديد من الافكار والاقتراحات خلال السنين الاخيرة والداعية الى جعل أوتيك امتدادا لتونس العاصمة وذلك بتحويل جزء من السكان الى هذه المناطق في محاولة للحد من الاختناق العمراني والبشري الذي عرفته العاصمة خلال السنين الاخيرة فهي المتنفس الامثل والافضل لمدينة تونس. كما انه يمكن لأوتيك ايضا وبحكم موقعها الاستراتيجي القريب من ميناء بنزرت وحلق الوادي ورادس والدور الذي أصبحت تلعبه الطريق السريعة الرابطة بين تونسوبنزرت ان تكون قطبا صناعيا واقتصاديا كبيرا لو يستغل اصحاب المصانع والمؤسسات الاقتصادية كل هذه العوامل وخاصة موقع هذه المدينة للانتصاب بها وبعث مشاريعهم الاقتصادية الكبيرة بالجهة خاصة وان سعر الاراضي الصالحة للبناء يعتبر زهيدا وفي المتناول مقارنة بسعرها وسط العاصمة والمدن المتاخمة لها فأصحاب هذه المشاريع بامكانهم تحويل نشاطاتهم الصناعية والتجارية الى ربوع أوتيك وبالتالي ستحصل الفائدة لجميع الاطراف وسيجني منها رجال الاعمال ارباحا مادية ومعنوية الى جانب مساهمتهم في الحد من الاختناق المروري والعمراني والبشري الذي تشهده العاصمة خلال السنين الاخيرة والذي ساهم فيه ايضا تمركز اغلب ان لم نقل كل الادارات والمؤسسات والشركات الحكومية والخاصة وسط المدينة ولأجل ذلك تعددت الاصوات وتعالت بإخراج هذه المؤسسات خارج العاصمة كحل من الحلول لإنقاذها من هذه المشاكل التي تعاني منها ولا نتصور مكانا اخر يكون افضل واحسن من مدينة أوتيك.