وحيد بن عبد القادر بوبكر مواطن تونسي يبلغ من العمر 38 سنة، أب لثلاثة أبناء.. شاءت الأقدار أن يسقط من الطابق الأول أثناء عمله بحضيرة بناء بالمنطقة السياحية «هيبون» بالمهدية، ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياته رأسا على عقب. وحيد بوبكر زار مكتب «الشروق» في المهدية ليسرد تفاصيل حكايته المريرة بأقصى درجات الألم والحرقة بعد أن سُدّت كل الأبواب في وجهه... بداية رحلة المتاعب – يقول وحيد- انطلقت بتاريخ 2 فيفري 2011، عندما تعرضت إلى حادث شغل تمثّل في سقوطي من الطابق الأول أثناء عملي بحضيرة بناء واقعة بالمنطقة السياحية «هيبون»، حيث تم إسعافي ونقلي من قبل أعوان الحماية المدنية إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية، واثر إجراء الفحوصات الطبية تبيّن أني لم أُصب إلا ببعض الرضوض، فسمح لي الأطباء بمغادرة المستشفى رغم الأوجاع، وعجزي عن المشي.
ويتابع وحيد حديثه والدموع تترقرق في عينيه قائلا: « بعد مضي أشهر على هذه الحادثة تدهورت حالتي الصحية، لأُعرض مرة ثانية على الفحص الطبي الذي اكتشف إصابتي بكسور في أنحاء متفرقة من جسدي، تم تمكيني بمقتضاه من راحة بشهرين صادرة عن قسم الجراحة وتقويم الأعضاء بالمستشفى الجامعي الطاهر صفر، وأمام حالة العجز البدني والبطالة فقد شرعت في تكوين ملف طبي لتسليمه إلى صندوق التأمين على المرض علّه يعوض لي ما يقيني الخصاصة والحرمان باعتباري العائل الوحيد لأسرة تتركب من زوجة تعاني بدورها من أمراض مزمنة، وثلاثة أبناء يواصلون دراستهم.
المفاجأة الأولى التي صدمتني يواصل المواطن وحيد تمثّلت في اختفاء ملفي الطبي بالمستشفى، وتجاهل إدارته طلبي بتسلمه رغم مراسلتي للمدير الجهوي للصحة بالمهدية، وحصولي على إذن من رئيس المحكمة الابتدائية بالمهدية تحت عدد 1240/2012 يسمح لمدير المستشفى بتمكيني من الملف (أمدّنا بنسخة منه)، أما المفاجأة الثانية فهي إنكار مشغلي للعلاقة الشغلية الثابتة التي تجمعني به بشهادة الشهود الموثقة والمعرّفة لدى مصالح الدائرة البلدية بهيبون، ولم يقم بالإبلاغ عن الحادث بصفة قانونية مما أجبرني على رفع قضيه ضده بمحكمة الناحية بالمهدية تحت عدد 33211 من أجل مخالفة واجب الانخراط بالصندوق الوطني لتغطية حوادث الشغل والأمراض المهنية ومخالفة الواجبات المحمولة عليه في مجال التصريح بحوادث الشغل والأمراض المهنية.
وختم المتضرر وحيد حديثه بصوت متقطع، وبنبرة حزينة لقد تجرّعت الظلم والقهر، وتحوّلت حياتي إلى جحيم، فعائلتي تشرّدت، وعجزت عن إيجاد ما أعيل به أطفالي.. رافعا نداءه إلى الجهات المسؤولة للتدخل لفائدته، وانتشاله من الوضعية الاجتماعية القاسية التي يعيشها بتمكينه من ملفه الطبي، وحقه في العلاج والتغطية الصحية.