على العكس من اللسان السياسي الديبلوماسي للدول الغربية والعربية، تكشف الخطط والتدريبات والتسريبات العسكرية عن تحضير لضربة عسكرية لسوريا يكون مركز انطلاقها من الكيان الصهيوني الذي بات يخشى حسب المصادر من وصول الصواريخ الكيمياوية الى المقاومة اللبنانية. فقد كشفت مصادر امنية «اسرائيلية» أمس ان اجهزة الامن تبحث في توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا خوفا من وصول ترسانة الصواريخ الكيماوية التي تمتلكها الى حزب الله، على حد قولها.
منسوب القلق الصهيوني
ونقلت «القناة العاشرة» في التلفزيون الصهيوني عن المصادر قولها «ان المواجهات العنيفة التي تشهدها سوريا أخيرا بين الجيش السوري والمتمردين، رفعت من منسوب القلق لدى اجهزة الأمن من خطر ترسانة الاسلحة الكيماوية التي تمتلكها دمشق ونقلها الى حزب الله».
وفي اعتقاد الصهاينة فان عملية عسكرية «جراحية» من شأنها ان تمنع خطرا كهذا. واعتبروا نقل الصواريخ الكيماوية الى «حزب الله» خطا احمر، يتطلب تحركا سريعا حتى لو كان الثمن اعلان الحرب»، كما نقل عن المصادر الامنية.
وكان وزير الدفاع، إيهود باراك، قد استبق الكشف عن التفكير بضربة عسكرية بالاعلان ان بلاده تراقب عن كثب وبقلق التسلح بالصواريخ الكيماوية مشيرا الى ان ابعاد وضع كهذا تشكل خطورة لا يمكن توقع مداها وابعادها على الكيان الصهيوني.
والى جانب القلق من نقل الصواريخ الى «حزب الله» يتحدث الصهاينة عن قلق من ان يسيطر المتمردون على السلاح الكيماوي وعندها يصبح الوضع ضبابيا ومن الصعب معرفة كيفية التصرف بهذه الصواريخ، وفي سيناريو اخر يدعي الاسرائيليون انهم لا يسقطون من حساباتهم ان توجه دمشق ضربة عسكرية ضد « اسرائيل».وأعلنت قيادة الجيش «ان التدريبات التي تجريها الوحدات العسكرية في هذه الفترة، وبشكل مكثف، تحاكي مختلف السيناريوهات».وكما قالت المصادر الامنية فإن « أمرا واحدا تفهمه الاجهزة العسكرية في اسرائيل وهو ان ايام الاستقرار والردع تجاه سوريا تغيرت».
نسر الأناضول 2
في هذه الأثناء، انطلقت بقاعدة «كونيا» الجوية التركية مناورات «نسر الأناضول 2 2012» العسكرية، وذلك بمشاركة قوات جوية من السعودية والأردن والامارات وباكستان وايطاليا ومن حلف «الناتو»، بالاضافة الى الدولة المستضيفة «تركيا» التي شاركت بجميع منظوماتها وأسرابها المقاتلة.
يشار الى أن هذه المناورات هي الثانية بعد مناورات «الأسد المتأهب» التي جرت في الأردن منذ ثلاثة اسابيع، ورأى فيها مراقبون ارتباطا وثيقا بالملف السوري.وقال بيان نشر في العاصمة السعودية الرياض ان مناورات التمرين تتمحور على تنفيذ العديد من الطلعات الجوية التدريبية ضمن حملة جوية اشتملت على العمليات الجوية المضادة الدفاعية والهجومية وعمليات الهجوم الاستراتيجي وعمليات الحظر الجوي وعمليات الاسناد الجوي للقوات البرية.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التكهنات بأن تركيا الجارة الشمالية لسوريا، وقوات «الناتو» وكذلك قوات عربية بقيادة السعودية قد أنهت استعداداتها، لوضع خططها بشأن زيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وصلت الى حد الدعوة الى التدخل العسكري لاسقاطه.
ويقول مراقبون ان الدول العربية والغربية المعنية والتي قررت حسم معركتها مع نظام الأسد الى النهاية، تسعى الى تكرار تجربة السيناريو العراقي في سوريا سواء بالتدخل المباشر أو فرض مناطق حظر الطيران تحت عنوان مناطق آمنة للسكان.
وجرى الحديث عن مناطق عازلة في شمال سوريا منذ أواخر السنة الماضية، لكن هذه السيناريوهات ظلت مؤجلة على ما يبدو لاتاحة الفرصة للمجهودات السياسية ولتوفير الوقت اللازم لمثل هذا التدخل.
وتشهد مناورات «نسر الأناضول» حضورا مكثفا لطائرات «اف 15» و«اف 16» و«اف 18» وطائرات التزود بالوقود من طراز «كي أي- 3 أ» وطائرات النقل من طراز «سي 130» بالاضافة الى مشاركة تركيا بجميع منظوماتها وأسرابها المقاتلة.
وعلى الطرف المقابل من هذه المستجدات العسكرية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا، وشدد على أن مشاركة ايران في هذا المؤتمر أمر ضروري.
وقال الوزير الروسي في تصريحات للصحفيين بموسكو ان المبادرة الروسية حول عقد المؤتمر تأتي في سياق الجهود الرامية الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بتبني خطة كوفي عنان المبعوث الأممي العربي حول تسوية الأزمة في سوريا.
وتابع : لذلك يختلف المؤتمر الذي تقترحه موسكو جوهريا عن مؤتمرات مجموعة «أصدقاء سوريا»، التي أطلق عليها «مجموعة أصدقاء المجلس الوطني السوري».ومن المقرر أن يبدأ لافروف اليوم الاربعاء زيارة الى طهران يتطرق خلالها الى مختلف المسائل والقضايا الاقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية.