يتزايد عدد مطالب التدخل الاجتماعي للسلط الجهوية وهو ما حتم على مختلف الجهات المعنية التحرك الميداني لاستطلاع الأوضاع عن كثب مثل منطقة «الرواحة» التي حظيت مؤخرا بزيارة على عين المكان من قبل السيد معتمد باجة الشمالية. استجابة الى المطالب العديدة الواردة على مقر المعتمدية الشمالية وغيرها من المعتمديات والمتعلقة بتحسين المساكن والعلاج المجاني وبطاقات الاعاقة والتشغيل، وفي اطار تمكين هذه الفئات من مطالبهم حسب الأولويات. أدى السيد نجيب الكيلاني معتمد باجة الشمالية زيارة ميدانية الى الاماكن المعنية لمعاينة الأوضاع هناك والوقوف على المشاغل والصعوبات التي يعانيها متساكنو هذه المنطقة وذلك صباح السبت 9 جوان صحبة أحد المسؤولين عن الشؤون الاجتماعية. بدت مساكن أهالي «الرواحة» والمقدرة بحوالي 6 عائلات متواضعة بعض الشيء وفي حاجة الى التحسين والصيانة جراء ما خلفته الامطار في أسقفها من آثار وقد عاين السيد المعتمد كل المنازل وزارها بيتا بيتا وغرفة غرفة ووعد بجدية النظر في الحالات الاكثر سوءا والتي تحتاج الى التدخل الفوري كما اهتم السيد المعتمد بمشاغل العلاج التي تتطلب في مجملها توفير بطاقات العلاج المجاني ودعا المعنيين الى التقدم الى المعتمدية بمطالب في الغرض حتى تتيسر عملية التدخل بالتنسيق مع المسؤولين الاجتماعيين في هذا الصدد. وفضلا عن مشاكل صيانة المساكن ، كما عاين الوادي المواجه مباشرة للمنازل والذي يعتبر المنفذ الوحيد لهذه العائلات للتوجه الى قضاء شؤونهم كما انه نقطة فصل بينهم وجيرانهم في الضفة المواجهة لهم وهو أيضا نقطة عبور بالنسبة لهم.و حسب رواية المتساكنين فإن هذا الوادي يمتلئ ماء مع حلول فصل الشتاء وبداية مواسم المطر وقتها يستحيل المرور من هناك دون أن يبتل المار جراء عبوره الوادي مكرها ومضطرا حيث طالب الاهالي بإلحاح بتمكينهم من جسر صغير يسهل عملية مرورهم عبره الى أعمالهم.
كما ان ظاهرة العثور على سيدات مسنات لا يمتلكن عقود زواجهن ظاهرة وقع التعرض اليها سابقا حسب ما ذكره السيد المعتمد الذي تعرض مرة أخرى الى هذه الظاهرة خلال زيارة منطقة «الرواحة» وتفاعل مع هذه المسألة الغير عادية حين ذكر أحد الأهالي في سؤال الأخصائي الاجتماعي عن تمتع والدته ببطاقة علاج مجاني أن هذه السيدة المسنة لا تمتلك اية وثيقة شخصية بما في ذلك عقد الزواج كما انها غير مسجلة بدفاتر الحالة المدنية مما أثار استغراب السيد المعتمد الذي لفت اهتمام المسؤول عن الشؤون الاجتماعية الى ضرورة التوصل الى حل بشأن هذا النوع من الحالات الاستثنائية.
وكاد الوصول الى هذا المكان يكون مستحيلا جراء تواجده في مكان جد بعيد يقع في مرتفعات جبلية شديدة الوعورة، ممتلئة اشواكا وخالية من المسالك التي تسمح بمرور السيارات بسهولة. وامام استحالة التنقل بسيارته ورغم بعض المحاولات لاثناء العزم اصر السيد معتمد باجة الشمالية على زيارة هذه المنطقة التي تضم حوالي 16 عائلة ناؤون بأنفسهم عن العالمين منقطعون عن الطريق والمدرسة والمصحة وحتى عن الدكاكين التي توفر حاجياتهم الغذائية الاساسية. متساكنو هذه المنطقة ينقصهم كل شيء فلا ماء يصل اليهم ولا كهرباء. وقد ذكرت احدى المتساكنات وهي صاحبة شهادة عليا أنها غير ملمة بالاخبار لا الوطنية ولا العالمية خاصة المتعلقة بآفاق التشغيل وبرامجه. والجدير بالذكر ان هذه العائلات تستغل الارض التي تقطن عليها على وجه الكراء من مالكيها الاصليين الذين يمارسون عليهم ضغوطا كبيرة في مقابل استمرارهم بالمكان كما ذكرت احدى السيدات ان ابنها قرر الانقطاع عن المدرسة على اثر طرد ه من قبل المديرجراء كثرة الغيابات مما أدخله في حالة ياس دفعته الى الاقدام على الانتحار بشنق نفسه. هذا الاشكال حتم على هذه العائلات العيش تحت رحمة الاستغلال من قبل صاحب الأرض وسوء الاوضاع المعيشية جراء قسوة المكان بتضاريسه وطبيعته المكتظة بالاشواك وبعده الشديد فضلا عن سوء حال المساكن التي يقطنونها والمغطاة بالزنك والخشب اللذان يسمحان بتسرب الماء بسهولة الى الداخل وعدم تجرئهم على بناء مساكن لائقة بأرض لا يمتلكونها مما اضطرهم الى العيش في أكواخ هى مناطق خطر لهم ولابنائهم جراء قابلية تسرب الآفات السامة اليها في فصل الصيف والمياه فى فصل الشتاء أكثر من كونها مكانا لأمنهم وسلامتهم.
و قد توجهوا الى السيد المعتمد بتشكيات عدة أهمها ايجاد حل عقاري لمشكلة الارض التي يقيمون عليها فضلا عن المشاكل الاخرى التي لمسناها عند أغلب المناطق التي تمت زيارتها والمتعلقة بالعلاج المجاني والتشغيل التي وعد السيد الوالي بالنظر فيها وتقديم الاعانات اللازمة حسب الاولويات.