الاجتهاد في تطبيق القانون مؤشر جيد على علوية القرار... الحق في النفاذ الى المعلومة من أوكد المبادئ في اي تجربة ديمقراطية. لم يمر قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة بخصوص سيف الدين بن عكرمي دون ان ينفث الكثير من الغبار ويشعل حريق من الاسئلة رغم أنه من حق الملعب التونسي ان يبحث عن حقه بالأساليب القانونية الممكنة. واذا مارست الرابطة دور القاضي الرياضي وقضت بعدم شرعية مشاركة اللاعب بن عكرمي في مباراة النادي الافريقي مع الملعب التونسي لأنه لم يسدد الغرامة المالية المسلطة عليه وبالتالي هزم النادي الافريقي جزائيا وهو الذي كان فاز في المباراة بنتيجة 2 مقابل صفر بالإضافة إلى هزم الافريقي أمام مستقبل قابس بسبب عقوبة الذوادي فإن السؤال الذي يبقى مطروحا بالحاح كيف وصلت المعلومة الى ادارة الملعب التونسي؟ والسؤال الاكثر الحاحا: من سرب المعلومة من الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة ؟
لقائل ان يقول: ما جدوى البحث في امر المعلومة؟ معلومة ان سيف الدين بن عكرمي لم تسدد العقوبة المالية المسلطة عليه. الاجابة سهلة لانها تطرح اليات التعامل داخل الرابطة لماذا لم تلفت الرابطة انتباه النادي الافريقي الى انه لم يسدد ما عليه من مستحقات؟ لماذا تصل المعلومة الى الملعب التونسي فقط دون غيره ؟ هل صحيح ما يتردد ان الذي سرب المعلومة هو اداري محب للملعب التونسي وسبق له ان عمل في هذا الفريق؟ لا ندري هل ان الجامعة يجب عليها ان تفتح ملفا في هذا الخصوص وتدقق في تسريب المعلومة من عدمها؟
واليوم ينبغي على الرابطة كل رابطة ان تعمل بمبدا الشفافية وتكون على قدر المسواة في التعامل مع كل الاندية وان تصدر نشرة اسبوعية تخصص لكل القرارات لتعتمد كوثيقة رسمية تحمي الرابطة من اي تلميحات او شكوك او اتهامات والى حين يحصل ذلك سوف تبقى اثارة الملعب التونسي الناجحة مقترنة بجاسوس سرب المعلومة لانها في الاصل معلومة بين ادارة الرابطة والنادي الافريقي دون غيرهما.
والسؤال الاخطر هل استغل موظف ما بالرابطة صفته الادارية لتسريب وثيقة او معلومة داخلية؟ وصل الملف الى طور الاستئناف لكن مهما تكن النتيجة فان حيثيات هذه القضية يمكن ان تكون اداة تحقيق في سير العمل الادراي داخل الرابطة.
خلنا بعد الرابع عشر من جانفي 2011 ان مثل هذه الممارسات ولى زمانها وذهبت مع الذين ذهبوا خلنا ان الرؤوس القديمة استوعبت الدرس. خلنا ان الثورة فتحت ابواب الخروج لكل الذين خرجوا عن النص لكن بعضهم ما يزال مختبئا بين اسطر النفاق وفقرات المصالح والانتهازية الضيقة. وغير كل ذلك ليبقى القانون فوق الجميع فوق كل الالوان وكل المصالح فبه ودون غيره نتقدم ونتطور.