أقبل المصريون على التصويت بشكل متزايد مع مرور ساعات النهار, في جولة الإعادة الحاسمة في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي احمد شفيق. ومع تزايد الإقبال, قررت اللجنة العليا للانتخابات مد التصويت في اليوم الأول حتى التاسعة بدلا من الثامنة مساء.ويستمر التصويت حتى اليوم في انتخابات تتزامن مع أجواء سياسية متوترة, وفي غياب الدستور والبرلمان, بعد حكم من المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون العزل الذي كان يمنع شفيق من الاستمرار في السباق الرئاسي, وكذلك الحكم ببطلان مجلس الشعب.
استنفار امني
وفرضت الأجهزة الأمنية طوقا حول مقار اللجان الانتخابية بالقرى وحظرت اصطفاف السيارات أمامها فيما انتشرت قوات الجيش والشرطة بكثافة أمام وحول مقار اللجان الانتخابية وشوهدت طائرات تحلق على مسافات قريبة فوق مقار اللجان وحولها.
وقالت مصادر صحفية إن حالة من الارتباك سادت عددا من لجان الاقتراع بسبب إصرار ناخبين على استخدام أقلامهم الخاصة للتصويت بها بعد تحذيرات أطلقتها لجنة الانتخابات الرئاسية عن وجود أقلام تزول كتابتها بعد دقائق من التصويت بها.
وتقول رويترز إن الهدوء سمة للاقتراع الذي يمثل أول فرصة للمصريين لانتخاب رئيسهم منذ عهد الفراعنة «حتى إن كان كثيرون منهم يشعرون بأن الاختيار صارخ بين مرسي كإسلامي محافظ وشفيق كعسكري سابق خدم في حكومة مبارك».
وفي غياب برلمان وكذلك في غياب دستور يحدد سلطات الرئيس لا يعرف المصريون ولا المستثمرون الأجانب ولا حلفاء مصر الغربيون نوع الدولة التي ستقوم في مصر بعد انتخاب الرئيس.
يأتي ذلك, وسط دعوات للمقاطعة أو إبطال الصوت, حيث يعلن أصحاب تلك الدعوات أنهم «لا يريدون انتخاب مرسي الذي كانت جماعته عدوا للنظام العسكري لمدة ستين عاما أو شفيق الذي كان قائدا للقوات الجوية مثل مبارك».
وانطلقت العديد من الدعوات التي تطالب الإخوان بسحب مرشحهم محمد مرسي في أعقاب صدور الحكم بحل البرلمان وعدم دستورية عزل شفيق، وتبنى هذه الدعوة المرشح الخاسر حمدين صباحي، وقال في بيان له عبر حملته الانتخابية عقب تشاور سريع بين المكتب السياسي للحملة وحمدين صباحي، تم الاتفاق على إصدار دعوة لجماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة لانسحاب الدكتور محمد مرسي من جولة الاعادة بانتخابات الرئاسة، مشيراً إلى أنه «فى حال الاستجابة للمقترح تبنى حملة وطنية مع كافة القوى الثورية والسياسية لاسقاط أحمد شفيق فى جولة الاعادة فى حالة اجراء استفتاء عليه، وبما يخلق فرصة جادة لاعادة توحد قوى الثورة وشركائها معا فى مواجهة مباشرة مع مرشح نظام مبارك».
وأشارت الحملة إلى أن الفنان خالد يوسف القيادي بالحملة قدم هذا المقترح فى اجتماع، مع عدد من الرموز وممثلي القوى الوطنية فى اجتماع لأعضاء لجنة المائة، وهو الاقتراح الذى دعمه حمدين صباحي عبر اتصال هاتفى مع الدكتور عبد الخالق فاروق الذى أدار الاجتماع، وهو المقترح الذى حظى بموافقة عدد كبير من الذين حضروا الاجتماع لكنه توقف عند رفض قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين له.
مقترح «توافقي»
وأضافت الحملة أن «المقترح نفسه توافقت عليه عدد من القوى والحركات السياسية والشبابية فى اجتماعات متعددة منفصلة، وتم نقلها للجماعة وحزبها عبر زيارات أكثر من وفد ممثلين للقوى الوطنية والثورية، لكن لم يتم قبول الاقتراح بسحب الدكتور مرسي من جولة الاعادة، رغم توقعات وشواهد متعددة تؤكد أن الأمر معد وممهد لاعلان فوز شفيق فى الانتخابات الرئاسية».
وتجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة شملت كل محافظات مصر, حيث يؤمن نحو أربعمائة ألف شرطي وجندي العملية الانتخابية التي رافقتها حالة من التوتر بالمناخ السياسي والهدوء المشوب بالحذر بعد أن خرجت عدة مسيرات في الشوارع احتجاجا على استمرار أحمد شفيق في السباق الرئاسي بعد الحكم القضائي بعدم دستورية قانون العزل السياسي, وإبطال مجلس الشعب.
وقبل ساعات من بدء التصويت, خرجت مظاهرة حاشدة في الإسكندرية تندد بالمجلس العسكري، وأعرب المشاركون فيها عن احتجاجهم على قرار المحكمة الدستورية حل مجلس الشعب، وردها قانون العزل السياسي، كما رفض المتظاهرون قرارا حكوميا يجيز لأفراد الجيش اعتقال المدنيين.
وفي هذه الأثناء، ناقش المجلس العسكري ضمن مشاورات مكثفة إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور عبر إعلان دستوري مكمل يصدره المجلس. ويحدد الإعلان تشكيلة التأسيسية وآلية التصويت فيها.