الجامعة التونسية لكرة اليد بصدد وضع اللمسات الأخيرة للملتقى الوطني لكرة اليد الذي سيلتئم يوم الجمعة المقبل تحت عنوان «كرة اليد التونسية: تثبيت المسار نحو العالمية». الملتقى وقع الاعلان عنه ضمن البرنامج الانتخابي لقائمة كريم الهلالي كأول خطوة عملية لتجسيم البرنامج... والهدف منه هو إعطاء الفرصة لجميع مكوّنات عائلة كرة اليد لإبداء الرأي حول سبل الارتقاء بهذه الرياضة الى أعلى درجات السلّم الدولي في إطار ورشات حوار تتطرق الى أهم القضايا والاشكاليات المطروحة.. ومن المنتظر ان يتمخض عن هذا الملتقى جملة من التوصيات سيقع اعتمادها لإعداد مشروع تنقيح النظام الأساسي الذي سيعرض للنقاش والتصويت في نطاق جلسة عامة خارقة للعادة من المنتظر ان تنعقد الشهر القادم.
هذا الملتقى الذي يعدّ على غاية من الأهمية من المفروض ان يشكّل منعرجا حاسما في مسيرة كرة اليد لذلك ليس مسموحا ان نخطئ المرمى لأن مستقبل هذه الرياضة وتحقيق الطموحات الكبرى لمختلف مكوّناتها رهين نتائج هذا الملتقى..
لست متشائما لأنني اعلم جيدا ان معظم الأعضاء الجامعيين والفنيين يطمحون الى تغيير جذري في كيفية تسيير الجامعة وهياكلها الا ان لديّ احساسا بأن الأمور جاءت متسرّعة وأن الملتقى لم يقع الاعداد له بصفة معمقة ودقيقة ولئن أفهم جدا سعي المكتب الجديد بأن يكون وفيا لوعوده الانتخابية فإن هذا الامر كان يتطلب اكثر تريّثا وتشريكا لجميع الأطراف في إعداده..
أرجو ان أكون مخطئا وأن يكون المشاركون قد استعدوا أتم الاستعداد لإضفاء النجاعة المنشودة..
أما عن رأيي في فحوى الملتقى فإنني لا أرى مستقبلا لكرة اليد التونسية دون إعادة النظر في هيكلتها اي ان كرة اليد التونسية لابدّ ان تتمتع بنظام أساسي خاص بها وبقانون داخلي واضح ودقيق وبهيكلة ذكية تؤكد على دور الإدارة الفنية التي تتطلب وضع تصوّر حديث يكرّس وظيفتها بوصفها العمود الفقري لتحقيق الأهداف المنشودة وهو ما يقتضي إعادة هيكلة جذرية للإدارة الفنية كما انني أناشيد المشاركين في الورشة المعنية أن يقننوا دور اللجان وطريقة عملها لأن المكتب الجامعي لن يكتب له النجاح ان لم يرتكز على لجان قوية وفاعلة وهو ما يتطلب دعوة الكفاءات خارج الجامعة الى الانضمام الى اللجان حتى لا يكون عملها حكرا على الأعضاء الجامعيين والمقرّبين منهم..
وخلاصة القول إنني أحلم بأن تقع هيكلة الجامعة التونسية لكرة اليد على شكل مؤسسة يتسم نشاطها بالحرفية وتعتمد أساسا على هياكلها القارة التي يجب توضيحها وتحديد مهامها ورسم أهداف كل مكوّناتها أحلم بجامعة كرة يد محترفة تكون بمثابة المثال لباقي الجامعات حتى تثبّت مسارها نحو العالمية.