نظمت الجمعيات الخيرية والتنموية بولاية جندوبة مؤخرا المؤتمر التأسيسي لهذه الجمعيات تحت شعار شبكة قوية من أجل ثورة تنموية. وتم استعراض الدور الايجابي الذي تلعبه هذه الجمعيات إذ أنها تمثل رافدا أساسيا من روافد التنمية. في اليوم الأول قدم السيد نبيل بلالي رئيس هذه التظاهرة مداخلة استعرض فيها الدور الفعال للجمعيات في دفع نسق التنمية وأهميتها في المساهمة في ترسيخ روح المواطنة عبر تكريس العمل الخيري والتنموي هذا إلى جانب أهمية هذا المؤتمر في صياغة بيان تأسيسي يخول للجمعيات العمل أكثر في دفع نسق التنمية بجندوبة كما استعرض السيد عزالدين من الأمانة العامة بسطة حول تفعيل دور المجتمع المدني في التنمية الشاملة ذلك أن الدولة ليس بإمكانها تحمل عبء المشاكل التنموية بالجهات ولابد من تشريك الجمعيات في مراقبة المشاريع الجارية والتعرف من السلط الجهوية حول العراقيل التي يمكن أن تقف حجر عثرة أمام التنمية.
و انطلقت ورشات العمل في مناقشة القانون الأساسي للشبكة حتى ساعة متأخرة من الليل ليكون جاهزا من الغد وتم الاتفاق على صياغة هذا القانون من طرف جل الجمعيات المشاركة والبالغ عددها 16 جمعية. وفي اليوم الثاني قدم السيد جمال الدين الغربي وزير التنمية والتخطيط مداخلة قدم خلالها معوقات التنمية بالجهة والمتمثلة أولا في تقديم أحكاما مسبقة على ولاية جندوبة كالتواكل وضعف الرصيد البشري وصعوبة الاستثمار والاكتفاء بالاهتمام بقطاعي الفلاحة والسياحة على حساب قطاعات أخرى كالصناعة واستعرض الوزير موارد تزخر به الجهة من موارد مائية وانشائية وغابية وفلاحية وغيرها قادرة على النهوض بالجهة اذا ما تم أولا تشخيص الاشكاليات التنموية ومدى انسجام المنوال التنموي مع هذه الخصائص كما تحدث السيد جمال الدين الغربي عن هشاشة القدرة التنافسية لاستقطاب مستثمرين وتواضع البنية التحتية إلى جانب المستوى التنموي غير المتوازن بين القطاعات و عدم استغلال الامكانيات الطبيعية المتوفرة كما ستعرض أيضا الاشكاليات التي تعاني منها الجهة في جل القطاعات ممّا جعلها تحتل مرتبة متأخرة مقارنة بولايات أخرى وهذا نتيجة 60سنة من التهميش والاقصاء وسوء التصرف في المشاريع المبرمجة والاقتصار على الاهتمام بالقطاع الفلاحي كما أشار إلى أهمية الجمعيات اليوم في مراقبة المشاريع التنموية وبناء علاقات تشاركية بين جل الأطراف من أجل مصلحة الجهة بعيدا عن التجاذبات السياسية.
ثم تم فسح المجال لتدخلات رؤساء الجمعيات والتي تمحورت بصفة عامة حول ضعف نصيب المعتمديات من الميزانية التكميلية واستعراض للمشاكل التي تعاني منها هذه الجهات مثل النقص الفادح في مياه الشرب وبعض المشاريع المعطلة. وفي رده على هذه الشواغل بين السيد محمد سيدهم والي جندوبة أن الجمعيات والمجتمع المدني والادارات الجهوية مدعوة للتعاون وايجاد الحلول الممكنة لمشاكل التنمية و لا يمكن الانفراد بالرأي الواحد في حل معضلات التنمية بالولاية مشيرا إلى تعمد المواطن تعطيل هذه المشاريع مثل محطة التحلية بجنتورة والمقدرة كلفتها ب84مليارا إلى جانب المطالبة بشروط تعجيزية أحيانا يصعب تلبيتها و لا تشجع المستثمر على بعث مشاريع من شأنها أن تحد من ظاهرة البطالة. ونشير إلى أن هذه الندوة شهدت مشادات كلامية بين ممثلين عن جمعيات معتمدية فرنانة ووالي جندوبة بسبب ما اعتبروه تهميشا لهم ورصد 0.2بالمائةمن الميزانية التكميلية لا يتماشى وواقع الجهة المهمش وهدأ السيد الوزير من خواطر أهالي فرنانة واعدا اياهم بأحداث منطقة صناعية باعتبارها المطلب الوحيد لأبناء الجهة. وفي ختام هذه الندوة تمت المصادقة على البيان التأسيسي وتم انتخاب السيد نزار عبيدي رئيسا ومحسن دبوسي كاتبا عاما وأمين مال السيد نبيل بلالي.
واعتبر أحمد المشرقي (عضو المجلس التأسيسي) الندوة مهمة جدا من أجل التعاون بين جميع الأطراف لدفع التنمية بالجة التي عانت كثيرا من التهميش واليوم الجمعيات لها الضوء الأخضر في متابعة المشاريع والتدخل والاستفسار عن أسباب تأخرها من أجل مصلحة جندوبة.
في ذات السياق صرّح السيد محمد سيدهم (والي جندوبة) أن الاشكاليات التنموية لا تحلها الولاية بمعزل عن الجمعيات والمجتمع المدني وبقية الادارات الجهوية لابد من ابرام علاقة تشاركية لدفع التنمية بالجهة.
من جهته قال صباح فارس عجرود (رئيسة جمعية كلنا توانسة) جئنا من تونس خصيصا لهذه الندوة الهامة نملك فرعا بفرنانة وتعهدنا للنهوض بمنطقة عين حراث وكانت استفادتنا كبيرة من خلال شد السيد الوزير على أيادي رؤساء هذه الجمعيات.
واعتبر كمال الرجايبي (رئيس جمعية النهوض بالتنمية بطبرقة) الندوة كانت ناجحة بكل المقاييس استفدنا كثيرا من المداخلات وتلقينا وعودا بمساعدتنا من الناحية التقنية لأن دور الجمعيات اليوم أصبح مهم جدا.