يوجد بصفاقس 27 نزلا سياحيا مصنفا بطاقة إيواء جملية تبلغ 2770 سريرا ويرتكز القطاع السياحي بها أساسا على سياحة الأعمال والمؤتمرات وعلى السياحة الشاطئية بجزيرة قرقنة ومنطقة الشفار بدرجة أقل.. فهل تتحول الجهة إلى قطب سياحي؟ التقرير الأخير لوزارة التنمية الجهوية والتخطيط و الذي حصلت «الشروق» على نسخة منه لا يستبعد هذا، فقد أبرز عديد النقاط الإيجابية التي يمكنها تحريك المشهد السياحي، فالولاية بها 23 وكالة أسفار و9 مطاعم سياحية، كما تزخر بمخزون أثري وتاريخي داخل المدينة العتيقة (القصبة برج النار المتحف الأسواق) ومواقع أثرية بطينة وبالحصار بقرقنة وبرج يونقة بالمحرس.
و ترى الوزارة في ذات التقرير انه بالإمكان تدعيم طاقة الإيواء السياحي بالجهة بتطوير السياحة البيئية بجزيرة قرقنة و بالأنشطة الترفيهية لفائدة الأسرة والشباب بالولاية، كما يشير تقرير وزارة التنمية الجهوية والتخطيط إلى انه في هذا الإطار تم إنجاز العديد من المشاريع والبرامج منها العناية بالوضع البيئي بالولاية خاصة بإنجاز المشروع البيئي الرائد «تبرورة» الذي يهدف إلى إزالة التلوث وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس وإقرار إحداث 3 مناطق سياحية بكل من جزيرة قرقنة ومنطقة الشفار وفضاء شط القراقنة وبعث 3 شركات للتنمية والتهيئة السياحية بها، فضلا عن شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس «تبرورة». التقرير دعا كذلك إلى إدراج معتمدية قرقنة ضمن مناطق تشجيع التنمية الجهوية ذات الأولوية وبلدية قرقنة ضمن البلديات السياحية والشروع في إنجاز مكونات البنية الأساسية للمنطقة السياحية بسيدي في النخل.
ويضيف التقرير انه نظرا لما تزخر به ولاية صفاقس من بنية أساسية متطورة ومؤهلات يمكن توظيفها للنهوض بالاستثمار السياحي، إضافة إلى الطلب المتزايد على الفضاءات السياحية التنشيطية والترفيهية التي تستجيب لحاجيات العائلة والفئة الشبابية بصفة خاصة، فقد تم تشخيص المجالات التالية :إنجاز المنطقة السياحية سيدي في النخل بقرقنة (90 هك، 3000سرير)، و إنجاز المنطقة السياحية بالشفار(70 هك، 2000 سرير)وإنجاز منطقة الميناء الترفيهي بمدينة صفاقس (36 هكتارا منها 3.8 هكتارات مساحة الأحواض المائية) و إنجاز المنطقة السياحية المبرمجة ضمن مشروع تبرورة (منطقة سياحية مساحتها 8.9 هكتارات لإحداث 2600 سرير وكذلك منطقة للترفيه مساحتها 8.8 هكتارات).
هذا أهم ما جاء في التقرير، لكن السؤال المطروح هل بالفعل يمكن تحويل الجهة التي تعاني من التلوث إلى قطب سياحي؟.
المتفائلون والمتحمسون للمشروع السياحي يقولون نعم مع تأكيدهم على ضرورة الإسراع بالقضاء على كل مظاهر التلوث و تحريك الشركات السياحية التي تم بعثها منذ سنوات لكنها تعطلت، وينادي هؤلاء بضرورة العناية أكثر بجزيرة قرقنة، فالملاحظون يؤكدون أن المستقبل السياحي بصفاقس لن يكون خارج دائرة الأرخبيل نظرا لما تتميز به قرقنة من موروث حضاري و أثري بارز، ثم أن البيئة البكر بالجزيرة، و انفلاتها من التلوث يؤهلها لأن تتبوأ مكانة سياحية دولية مع ما يتوفر في الجهة من فنادق و مطاعم سياحية تدعم من عام إلى آخر بمجهود مستثمرين من أصيلي الجهة يعانون الويلات من قلة الإقبال على فضاءاتهم و المطلوب حث المؤسسات البترولية المنتصبة بالجزيرة على التعامل معهم لضمان تشغيل اليد العاملة و حتى لا تضطر هذه المشاريع إلى الغلق فتجهض بذلك كل نوايا الاستثمار السياحي..
أهالي قرقنة ينادون بتصنيف جزيرتهم « منطقة سياحية نوعية ذات أولوية» مع رصد ميزانية خاصة لترويج و تسويق المنطقة وتثمين تراث الجزيرة الأثري كبرج الحصار ودعم المشاريع التي تحفظ الذاكرة الجماعية كمتحف العباسية ودار النجاة.. هي من المطالب الرئيسية للجزيرة التي تنضاف إليها مطالب أخرى مشروعة وحقيقية لتفعيلها خدمة للتنمية بالجهة التي همشت لعقود و لا يمكنها أن تلعب دورا سياحيا هاما دون الإهتمام بها..
سكان الجزيرة ينادون كذلك في وثيقة تحمل اسم « قرقنة تسمع صوتها» باقتناء باخرة جديدة لتدعيم أسطول النقل البحري قبل حلول صائفة 2012 و ينادون بتأمين مجانية نقل مواد البناء و توسيع الميناء التجاري و إنجاز ميناء خاص بالصيد البحري بمنطقة سيدي يوسف.. وهي مطالب تصب في خانة تطوير الجزيرة خاصة وولاية صفاقس المتعطشة إلى رئة سياحية صلبة.. فهل تتجه نية الحكومة إلى تفعيل هذا المطالب و الاستجابة لها حتى تصنع من صفاقس قطبا سياحيا؟.