انتظم مؤخرا الملتقى الوطني الثاني حول آليات التصدي للفشل المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة بمدينة الحمامات تحت إشراف الإدارة العامة للدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بوزارة التربية وبالتنسيق مع مكتب اليونيسيف بتونس وبحضور ممثلين عن عدة وزارات لها صلة بالشأن التربوي. في افتتاح الملتقى أكد السيد الهادي السعيدي المدير العام للدراسات والتخطيط بوزارة التربية على تفشي ظاهرة الانقطاع الناتجة عن عدة أسباب متداخلة ومتشابكة من بينها أسباب اجتماعية واقتصادية لذا بات من الضروري توحد جميع القوى وهياكل الدولة للتصدي لهذه الظاهرة وفق برامج تنسيقية مع المؤسسات التربوية أما السيد عبد الوهاب ممثل مكتب اليونيسيف بتونس فأكد أهمية العمل المشترك وانفتاح المدرسة على المحيط بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني.
الانقطاع المدرسي ظاهرة مركبة
مداخلة السيد كمال الحجام متفقد عام للتربية بالمركز الوطني لتكوين المكونين في التربية كانت حول واقع الانقطاع المدرسي في المنظومة التربوية فكان الهدف منها التعرف على الواقع المدرسي حتى نتمكن من تشخيص الصعوبات لاسيما انها ظاهرة معقدة يجب معرفة أجزائها ومركبة من حيث أن المنظومة غير قادرة على ايصال كامل التلاميذ لإتمام دراستهم والمعالجة ليست من السهولة بمكان. فالأسباب الداخلية تعود بالأساس إلى كيفية اشتغال المنظومة التربوية والقيام بالتشخيص الموضوعي.غازي بوليلة الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي تناول بالدرس النتائج التحليلية لبرنامج متابعة فوج من التلاميذ بجهتي جندوبة وسيدي بوزيد لما لها من تشابه كبير فدراسة العينة أثبتت أن نسبة الإناث اللاتي يغادرن مقاعد الدراسة أعلى من نسبة الذكور وذلك لأسباب ومشاكل اجتماعية ساهمت في تفشي ظاهرة الانقطاع من أهمها الفقر والبطالة والأمية كما أن لظروف العمل داخل المؤسسة التربوية دور هام في ذلك.
دور وزارة الصحة
الدكتورة عائدة اسماعيل ممثلة وزارة الصحة قالت إن الخدمات في مجملها وقائية وتقدم مجانا في كافة المؤسسات التربوية العمومية والخاصة وفي كامل المراحل التعليمية ومن أهم أهدافها عدم تأثير أي مشكل صحي على الدراسة وعلى صحة التلميذ فيجب الاعتناء بصحة التلميذ والطالب النفسية والاجتماعية والإنجابية إلى جانب صحته الجسدية لضمان أكثر حظوظ للنجاح وأفادت الدكتورة بأن هناك برامج وطنية لتقصي وتعهد حالات قصور البصر وقصور السمع منذ سنة 1990 حيث تم توزيع حوالي 5000 نظارة طبية على التلاميذ المعوزين وكذلك البرنامج الوطني لصحة الفم والأسنان والبرنامج الوطني للصحة النفسية بالوسط المدرسي عبر خلايا ومكاتب الإصغاء والإرشاد والبرنامج الوطني لصحة المراهقين وإدماج الأطفال حاملي الإعاقة والأطفال الجانحين وكل هذه البرامج تهدف إلى تقديم خدمات وقائية وعلاجية بالمراكز الجهوية للطب المدرسي والجامعي.
ورغم تعدد الآليات هناك صعوبات نتيجة ظهور بعض المشاكل الناتجة عن نمط العيش الجديد وظهور مشاكل نفسية عند التلميذ فضلا عن صعوبة الحصول على معطيات إحصائية حول السلوكات المحفوفة بالمخاطر مثل المخدرات والكحول والصعوبات العلائقية للتلميذ مع أهله ومع الآخرين لذا وجب تظافر جميع الأطراف للتصدي لهذه الصعوبات ووقاية التلميذ من الفشل المدرسي.
في اختتام الجلسة أكد السيد الهادي السعيدي المشرف على اللقاء على ضرورة وضع خطة وطنية تشاركية للتصدي لظاهرة الفشل المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة ورسم خارطة طريق مشتركة .