للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من عام تسجل الاحداث اسقاط طائرة تركية كانت تحلق في الاجواء السورية ويعتبر «الحدث» بمثابة تطور خطير في المنطقة باعتبار ان تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي جدد قادة بعض اعضائه دعوة الجيش السوري للانشقاق على الأسد. اسقطت الدفاعات الجوية السورية أمس طائرة حربية تركية وفق ما نقلته مصادر اعلامية متطابقة عن مسؤولين سوريين وأتراك... وأكدت أنقرة مساء أمس عقد اجتماع «طارئ» لبحث تداعيات اسقاط الطائرة التركية...
تصعيد خطير
وكانت القيادات العسكرية التركية بادرت بالاعلان عن اختفاء طائرة عسكرية تركية من على شاشات الرادار موضحة في الوقت ذاته أن الطائرة كانت لحظة اختفاء أثرها فوق منطقة قريبة من سوريا.
وأعلنت قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله في وقت لاحق ان الدفاعات الجوية السورية هي التي اسقطت الطائرة التركية. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في وقت لاحق نبأ اسقاط الدفاعات السورية للطائرة التركية لكنه قال ان سوريا اسقطت الطائرة خطأ وقدمت على حد توضيحه اعتذارا عن الحادث.
ولم يوضح اردوغان ما اذا كان خطأ السوريين يتمثل في استهداف الطائرة وهي داخل الاجواء التركية لكن في منطقة قريبة جدا من الأجواء السورية أم أن الأمر يعود لشيء آخر.
وجاء اسقاط الطائرة التركية غداة انشقاق طيار سوري بطائرته «ميغ 29» الى الاردن حيث منحته السلطات اللجوء السياسي وهذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها تطورات عسكرية من هذا النوع في ملف الأزمة السورية.
دعوات غربية
ويمثل اسقاط الطائرة التركية في كل الحالات انذارا سوريا للدول الغربية المروجة للتدخل العسكري وتحديدا لأعضاء الناتو الذين باتوا على الخط بعد أول تدخل للدفاع الجوي السوري. وكانت فرنسا والولايات المتحدة استغلتا أمس انشقاق الطيار السوري لدعوة المزيد من العسكريين السوريين للانشقاق عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان انشقاق الطيار السوري يجب ان يشجع أفراد الجيش على التخلي عن الأسد. وقال السفير الأمريكي في دمشق روبرت خوري انه يدعو أفراد الجيش السوري الى اعادة التفكير في دعمهم للرئيس الأسد محذرا من أنه ستتم مطاردة مرتكبي الفظاعات على حد تعبيره ومحاكمتهم. وزعمت صحيفة «ميلي تلغراف» البريطانية من جهتها أمس ان قياديين في نظام الأسد يخططون للانشقاق عليه في حال اشتداد الخطر عليه.