تعتبر الحديقة الوطنية ببوهدمة النموذج الوحيد المتبقي ببلادنا من الغابة السباسبية شبه الاستوائية المتكونة من اشجار الطلح والمماثلة لسباسب بلاد الساحل الافريقي الامر الذي يجعل هذه الحديقة موقعا فريدا من نوعه بالبلاد وذا اهمية احيائية كبرى. وتعد مساحتها الجملية 16.488 هكتارا وبها العديد من المميزات: فبخصوص الموارد المائية توجد بجبل بوهدمة عدة عيون عذبة ويكون حوضها الاوسط الشرقي مسرفا لمياه وادي بوهدمة الذي تغذيه عين الشرشارة والتي تكون شلالا صغيرا اضافة الى عيون اخرى مثل عين اللويغيث وعين القصاب. اما الغطاء النباتي فان الحديقة تحتوي على حوالي 400 نوع من النباتات كما تمتاز بموقعها وسط غابة الطلح ويشكل هذا الشجر وبمعية بعض النجيليات المعمرة مظهرا شبه السافانا المميزة للمناطق الجافة ومن المظاهر النباتية الاخرى نلاحظ وجود الحلاب والجداري والعرعار الفينيقي والزريقة... اما الفضاء النباتي فيتكون من اشجار الطلح ونباتات السحم والرمث والباقل والشقارة بالإضافة الى انواع اخرى من النباتات النادرة خارج الحديقة مثل الصباع ونبتة تينيريف ونبات « كوريس مونبلييه» هذه النباتات وغيرها غذاء محبذا للعواشب التي تعيش بالمنطقة كابي حراب وغزال دركاس وغزال المهر. كما تغطي شجيرات الدفلى بعض الاماكن الرملية بالأودية. وتنتشر بالمنخفضات شجيرات القندول ذات الاشواك الحادة والازهار الصفراء التي توفر مأوى آمن للقواع ( الارنب الجالي) والحجل البري والقبرة بالإضافة الى النباتات الطبيعية وتمت غراسة بعض الاصناف الاجنبية كالكلتوس والأكاسيا التي جلبت من القارة الاسترالية والهندي الاملس اصيل جنوب افريقيا. وفي المواسم الممطرة تلبس الحديقة في فصل الربيع حلة بديعة من الازهار البرية ذات الالوان المختلفة التي لا تعمر عادة اكثر من اسبوعين تنضج في نهايتها البذور التي تنتشر في ارجاء الحديقة بفعل الرياح وتنقل الحيوانات كي تنمومن جديد في المواسم الموالية.اما الطيور فتعيش ببوهدمة طيور كثيرة يزداد عددها بصفة خاصة خلال فصل الربيع عند قدوم الطيور المهاجرة ويمكن للزائرين واحباء الطبيعة مشاهدة الحميرات المغاربية الهدهد وانواع عديدة من القبرات والمقنين ذوي الصوت الشجي المساريس وهو ايضا من الطيور الشادية والمكاء اصيل المنطقة الصحراوية واليامون ذي الالوان الزاهية ويمكن رؤية الدغناش الوردي الذي يقطن الجبل البوبشير والكروان ونعام جنوب افريقيا الذي ادخل الحديقة خلال التسعينات كما يمكن مشاهدة عديد الجوارح هذه الطيور الكاسرة التي تساهم في الحفاظ على توازن المنظومة البيئية علما وان المحمية بها مباني تحت عنوان «اقامة ريفية» مع مقهى وقاعة اجتماعات ومتحف. هذه المعطيات العامة حول محمية بوهدمة التي يطمح الاهالي الى الشروع في توظيفها واستغلالها على الوجه المناسب في الاطار التقينا السيد اسماعيل مصاورة رئيس جمعية بوهدمة للمواطنة والتنمية والبيئة الذي اكد لنا ان هذه المحمية لا ينقصها شيء لاستغلالها وتوظيفها السياحي الذي من شانه ان يوفر العديد من مواطن الشغل لشباب الجهة علما وان المحمية لايتجاوز عدد العاملين فيها عشرة عمال تقريبا ولا يمكن تحسين وضعية هذه المحمية المميزة الا بإحداث ادارة محلية بها ذات صبغة سياحية مع انتداب مختصين في المجال ذاته حتى يساهموا في تنشيطها سياحيا.