رغم الفقر المدقع كانت حفاوة الاستقبال غنية بزغاريد النسوة، انها منطقة أولاد سعد الله التابعة لمعتمدية حفوز (القيروان) التي زارها والي الجهة. وبقدر قساوة الظروف والخصاصة كانت مكارم الضيافة بارزة. مطلبهم الأساسي الماء الصالح للشرب لان القنوات تمر في أراضيهم وهم عطشى. ونظرا لضعف المائدة المائية فقد تم اقتراح بئر عميقة ضمن ميزانية 2012. هذا احد المشاريع التي تم اقرارها ويتعطش اليها ابناء حفوز. تتمتع حفوز بجمال طبيعي وهو هبة من الله تنتظر التفاتة عاجلة لاستغلالها في تحريك الدورة الاقتصادية المعطلة. انه «حمام طرزة» الاستشفائي الذي يمكن توظيفه سياحيا. لكن انعدام الماء وعدم تهيئته يبقى من أهم معوقات السياحة الاستشفائية هنا. داهم الليل الوالي وهو يتنقل بين القرى. وربما كانت ستتواصل الزيارات الميدانية التي انتقدها البعض. كانت معايشة واقعية للمعاناة ولقاء مباشرا استبشر به الأهالي الذين شاركوا بالحوار والمصارحة تكريسا لمفهوم «البعد التشاركي». ويبقى تقييمها رهين نتائجها التي يقول المسؤولون انها لا يمكن أن تتحقق بين يوم وليلة.
زيارات ومطالب
الزيارة الميدانية جاءت اثر لقاء جمع والي القيروان وكاتب عام الولاية ومرافقيه من الإطارات الجهوية مع أهالي معتمدية حفوز. هذه المعتمدية التي صنفت من أقدم المناطق نضالا تستحق كامل العناية والاهتمام. وبناء على مطالب أبناء الجهة فقد دعا الوالي الى تكوين لجان محلية للتنمية بمساهمة كافة مكونات المجتمع المدني من أجل صياغة المقاربة التشاركية وبلورة أهم المشاريع ذات الأولوية قصد برمجتها لسنة 2013.
تمت زيارة منطقة خيط الوادي وتم التعرف على مشروع إعادة تهيئة البئر العميقة. وقد طالب ابناء الجهة بضم 5 عائلات للانتفاع بهذا المشروع .كما زار منطقة «العنق» التي تشكو افتقارها للماء الصالح للشراب وقد اطلع الوالي على الوضعية المتردية للمسلك الفلاحي وطالبوا بمقاومة الانجراف. كما طالبوا بمراجعة إنجاز بناء الكاسيس في وادي مرق الليل.
وطالب ابناء الجهة بإحداث منطقة صناعية وبمعامل تحويلية.وتطهير المؤسسات من بقايا الفساد وإحداث طريق خاص بالشاحنات الثقيلة. وتوفير الأمن للتصدي لتجار الخمر خلسة وكثرة السرقات. الى جانب مقاومة التلوث البيئي الذي أثر على الزيتون والمحاصيل. وتفعيل دور الارشاد الفلاحي. كما طالبوا بتسوية وضعية شركة الاحياء «البارون» والتوجه نحو مراجعة مجلة الاستثمارات. كما أشاروا الى ان عدم تسوية المشكل العقاري خنق الجهة وحرمها من مجالات الاستثمار فيها. وتمت الدعوة الى إحداث قطب فلاحي مع تدعيم الفلاحة البيولوجية واحداث فرع لوكالة الاستثمار الفلاحي. وكهربة الآبار مع ضرورة استغلال ثروات حفوز (7 مقاطع، أجود المياه، هنشير دولي). ومثلت المطالب الاجتماعية جزءا من التدخلات. ومنها انقطاع التلاميذ عن الدراسة مبكرا بسبب الفقر وبعد المدارس كما دعوا الى مراجعة ملف الحضائر والعمل على تشغيل فرد في كل عائلة.
وأكد الوالي على ضرورة إعادة الثقة وبين أن فتح ملفات التحقيق بثبوت الإدانة لا مجال للتراجع فيها كما أن فرض القانون ضد الجرائم لفرض الاستقرار شرط من شروط تحقيق التنمية. مؤكدا أن الأعداء الحقيقيين للثورة هي الظلم والاستبداد والفقر الأمية والتخلف ولا يتم قهرهم إلا بإرادة جماعية ووحدة وطنية لبناء تونس.
مشاريع تنموية
تم تقديم المشاريع المدرجة بميزانية 2012. حيث تم ضخ اعتمادات ب 10 مليارات لجملة من المشاريع الفلاحية منها حفر البئر العميقة عين الكدية2 (150م) ضمن برنامج إضافي لتعويض الآبار، وانجاز البئر العميقة خيط الوادي4 (250م) ضمن برنامج الهضاب وحفر البئر العميقة خيط الوادي3 (150م) ضمن برنامج الهضاب بكلفة 195 أ د وهذه المشاريع جاهزة للانطلاق بصدد إعداد الصفقة وتسجيلها.
وسيتم تزويد العبابدية والعبابسية وبوشيحة وأولاد ضيف الله2 بالماء الصالح للشرب عن طريق الهندسة الريفية وهذه المشاريع جاهزة للانطلاق. كما سيتم تهيئة وتعبيد مسلك المساكنية والجوابلية والخضاورية والفراحنية قسط عدد2( 6.2 كم) وهذا المشروع جاهز للانطلاق وبصدد إعداد الأمثلة التنفيذية.
80 ألف دينار
وسيتم كذلك إتمام السياج الداخلي لملعب حفوز بكلفة 80 ألف دينار وهو مشروع جاهز للانطلاق. أما في قطاع الصحة فسيتم إحداث قسم جراحة عامة وقاعات عمليات بالمستشفى المحلي بحفوز بكلفة 1500 أد وتهيئة وتوسعة المصالح العامة للمستشفى المحلي بحفوز بكلفة تقدر ب600أد بالإضافة إلى إحداث طب الأطفال ووحدة لطب الولدان بالمستشفى المحلي يقدر كلفته ب500 أد، إضافة إلى المشروع الجاهز للانطلاق في مرحلة الإعداد لإعلان طلب العروض وبناء وحدة تصفية الدم بالمستشفى المحلي بكلفة 500أد وكل هذه المشاريع سيتم اعتماد الدفع فيها بعد سنة 2012.
«هذه قيروانكم فشدوا السروج وأرفعوا الرايات والسناجق عالية واتقوا الله في أريافها وطرقاتها المهترئة وفي صمتها وفي وجعها». هذه المداخلة الشعرية قدمها عضوالتأسيسي «الحبيب هرقام» وقد عرج في كلمته على الإستراتجية الجديدة في نقل هموم الناس انطلاقا من القاعدة الجماهيرية كجزء من المعاناة التي حبتها الثورة بالحرية وأكد على وجوب استثمارها استثمارا حقيقيا.