في مقهى وسط شارع بورقيبة تحدّثت الينا صباح السبت الاستاذة راضية النصراوي العائدة لتوها من كندا على عجل حديث تطرق الى أهم القضايا والأحداث التي شهدها الأسبوع الذي نودّع. كانت، مع مرافقيها في انتظار موعد في وزارة الداخلية لم نتبيّنه كما لم نسألها عن سرّ هذه الزيارة فالمرأة دائمة الحراك فقط من أجل التصدّي للتعذيب الذي ما يزال منهجا في التحقيقات بشهادة وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو.
صدور كتاب ليلى بن علي
تقول راضية النصراوي، رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب التي تأسست في شكل جمعيّة هدفها التصدّي لجريمة التعذيب المنتشرة بشكل فاضح تحت سلطان بن علي بتاريخ 26 جوان 2003، «أنا عائدة لتوّي من كندا وفي طريقي، وفي باريس تحديدا، اعترضني كتاب ليلى الطرابلسي «حقيقتي» لم أعره اهتماما اذ خسارة بالنسبة لي دفع 16 أورو أي ما يناهز 35 دينارا تونسيا في كتاب لامرأة لا تحظى بمصداقيّة بالنسبة لي فهي انسانة غير صادقة ومن المفروض لا نشتري كتابها».وتضيف وهي تداعب طفلا توقّف قربها يترجّاها اقتناء مشموم منه «هذه المرأة هي ليس فقط عدوة الشعب التونسي بل هي لا مصداقيّة لها فالشعب يريد أن يفهم ما جدّ من أحداث في 14 جانفي وهي بأكاذيبها ستزيد من الغموض ولا أنصح أحدا بقراءته». وتضيف ثانية وهي تضحك «أتساءل هل قرأت ليلى بن علي كتابها؟ لا أعتقد ذلك».
الى جانب صدور كتاب زوجة الرئيس السابق حدث مؤخّرا اطلاق مبادرة نداء تونس التي يقودها الوزير الاول السابق الباجي قايد السبسي وحين تسأل راضية النصراوي عن موقفها كناشطة حقوقية من هذه المبادرة تردّ عليك بعد صمت قصير «كل مواطن أو جهة له الحق في اطلاق المبادرات لكن أعتبر هذه المبادرة ليست حلاّ للوضع الراهن فالباجي قايد السبسي لم يقدم مقترحات اقتصادية واجتماعية بل هناك حالة تمجيد مفرط لبورقيبة ومن سيتبع الباجي هو يتبع شخص الباجي كممثل للبورقيبية وليس من أجل برنامج ومقترحات وليس هذا هو الحل الذي نرجوه».
حوار قايد السبسي
تعليقا عمّا صرّح به الباجي خلال ظهوره التلفزي الاخير في حوار مباشر مع القناة الوطنيّة الأولى قالت النصراوي «لم يأت بالجديد فيما صرّح به خلال اللقاء الذي تابعته تقريبا من البداية الى النهاية بل انّه أخفى بعض الحقائق منها نفيه مسؤوليته عن التعذيب في بداية الستينات رغم أن الضحايا والشهود لا يزالون أحياء كما قال إنّه لا أحد شارك في الثورة رغم أنّ حمّة الهمّامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي كان موقوفا يوم 14 جانفي بالاضافة الى عمّار عمروسيّة ولا شيء يفسّر هذا النفي سوى أن الباجي قايد السبسي كان منغلقا على نفسه ولا دراية له بالأحداث».
وتضيف حول لقاء السبسي «أطلق تلميحات حول تورّط بعض السياسيين من هم في الحكم حاليا بالتعامل مع البوليس واستغرب عدم كشفه عن أسماء هؤلاء فهذه حقائق يجب كشفها للناس فلماذا التلميح ثمّ انّ قايد السبسي حين كان وزيرا أول كان يلمّح بأنّ حمّة الهمامي يقف وراء أحداث العنف والتكسير».
وتضيف «المعلومة الاكثر دقّة التي قالها السبسي خلال اللقاء هو أن بورقيبة لم يكن ديمقراطيّا وذلك اعتراف مهم».وتعتبر راضية النصراوي أن التمجيد المبالغ فيه لبورقيبة الذي شهد نظامه تعذيب ناس ووفاة البعض تحت التعذيب ليس أمرا جدّيا وأنّ الرجوع الى الماضي ليس أمرا جدّيا أيضا.
مبادرة اتحاد الشغل
وحول مبادرة اتحاد الشغل قالت النصراوي «كان لاتحاد الشغل دوما ثقل في التحرّك وما نأمله حقيقة هو أن يقف دوما الى جانب الحرّيات وأنّ يصحّح وجهة البلاد في التمشّي نحو البناء الديمقراطي».
اليوم العالمي لمناهضة التعذيب
حول نشاط المنظمة قالت النصراوي «شاركنا مؤخرا في لجنة صياغة قانون الآلية الوطنيّة للوقاية من التعذيب مع منظمات وشخصيات وطنيّة وناقشنا طبيعة هذه الآليّة وهي ستكون عموميّة مستقلّة يشرف عليها كفاءات وخبراء في مجال حقوق الانسان يتم تعيينهم من قبل المجتمع المدني وسيكون دور هذه الآلية هو تأدية زيارات الى السجون وأماكن الاعتقال وكل الأماكن التي فيها اشخاص محرومون مثل اصلاحيات الاحداث ومستشفيات الامراض العقلية وفضاءات المهاجرين غير الشرعيين والموانئ البحرية ومراكز الايواء المؤقتة وغيرها».
كما تستعدّ المنظمة للاحتفال باليوم العالمي لمناهضة التعذيب الموافق ل26 جوان من كل عام.
من هي راضية النصراوي؟ راضية النصراوي هي محامية وناشطة في حقوق الإنسان تونسية. تنشط في مجال مناهضة التعذيب وترأس المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب التي حصلت على تأشيرة العمل القانونية في فيفري 2011 بعد أن كانت تنشط بشكل غير قانوني منذ 26 جوان 2003. دافعت عن عديد المساجين السياسيين واختيرت ضمن اللائحة القصيرة للمرشحين لجائزة نوبل للسلام 2011. متزوجة من السياسي التونسي حمة الهمامي (حزب العمال الشيوعي التونسي).
تعرضت راضية النصراوي طيلة سنوات إلى الهرسلة والمراقبة الأمنية وتم في فيفري 1998 اقتحام مكتبها وسرقة ملفاته. خاضت اضرابات جوع عديدة احتجاجا على هذه الهرسلة المهنية والعائلية وخاضت اضراب جوع مع زوجها رفقة مجموعة 18 أكتوبر.