يعتبر نزل السليوم من أعرق النزل في الجمهورية لا من حيث طاقة استيعابه أو رفاهيته فقط ولكن من حيث عراقته في التاريخ وهو ما تدل عليه تسميته «السليوم» وهو الاسم الروماني للقصرين هذه الولاية المعروفة بآثارها الرومانية. القصرين تحتوي على مواقع أثرية عظيمة وقيمة منها الموقع الأثري «أميدرا» بحيدرة الحالية و«سفيطلة» بسبيطلة الحالية و«تالا» بتالة الحالية و«تلابت» بتلابت الحالية والموقع الأثري «السليوم» بالقصرينالمدينة الحالية وهوالموقع الذي أقيم بجانبه هذا النزل الجميل جدا من حيث البنية المعمارية قلّ وندر أن تجدها في النزل الأخرى وأناقة فائقة بشكله الدائري وبمسبحه ذو المواصفات العالمية، لقد كان هذا النزل قبلة الزوار من الأهالي وكذلك من خارج الولاية نظرا لموقعه المتميز حيث يوجد على طرف الموقع الأثري ويشرف على جبل الشعانبي أعلى قمة في الجمهورية في منظر يشبه لوحة فنية رائعة، اليوم النزل مغلق الأبواب والمسبح جف ماؤه قصدا وأروقته خربت حيث تم التفويت فيه في عهد الفساد الى رجل أعمال في إطار صفقة في عهد والي سابق عرف بتلاعبه وبفساده والاهالي كلهم يعرفون ذلك ولكن من كان يستطيع التكلم في عهد ذاك الوالي المعروف بصداقته للعائلة الحاكمة بل وهناك من قال ان عملية البيع تمت بطريقة ممنهجة من أجل تسهيل المرور الى الموقع الاثري للحفر على الآثار خاصة وأن العائلة المالكة عرفت بنشاطها المكثف في المواقع الاثرية في القصرين ونهب القطع وتهريبها الى الخارج بالتواطؤ مع هذا الوالي ولا أدل على ذلك تبخر تمثال «أميدرا» ذات اليد الواحدة من المدخل الرئيسي لمقر الولاية فمن يجرؤ على سرقتها من هناك غير المتنفذين؟ لقد سُرق النزل ونهب وأصبحت القصرين دون نزل تقيم فيه ندواتها ومؤتمراتها وحان الوقت لإرجاعه لمالكه الحقيقي الشركة التونسية لعجين الحلفاء والورق التي تشهد أزمة يمكن لهذا النزل ان يحلها اذا تم استغلاله الاستغلال الحسن خاصة وأن رجل الاعمال لا نية له في تشغيل النزل ففتح تحقيق في هذه المسألة أمر ملح.