أكثر من 200 ألف مستهلك للقنب الهندي أو «الزطلة» اغلبهم من الشباب رقم مخيف يتطلب تظافر الجهود وحملات توعية ووقاية... الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات بالاشتراك مع بلدية صفاقس نظمت ملتقى حول «ظاهرة انتشار مخدر «الزطلة» في اوساط الشباب». الملتقى احتوى عددا من المداخلات تطرقت إلى مواضيع مختلفة كطرح مسألة الادمان من المنظور الديني والقانوني و«تجربة الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات في مجالي الوقاية والعلاج» و«الحماية القانونية للطفل من تعاطي المخدرات». وحسب طارق القسنطيني مدير مركز العلاج من الادمان على المخدرات بطينة فإن «هذا الملتقى عادة سنوية دأبت عليها الجمعية للاحتفال باليوم العالمي لمقاومة الادمان من المخدرات الموافق ليوم 26 جوان من كل سنة وقد تم خلال هذه الندوة تناول مواضيع تتعلق بانتشار مخدر «الزطلة» في اوساط الشباب وهو موضوع خطير جدا باعتبار ان الاحصائيات التقديرية تؤكد على مزيد انتشار الظاهرة وقد أثبتت التقديرات التي قامت بها وزارة الصحة وبعض الجمعيات المدنية ان عدد مستهلكي القنب الهندي أو «الزطلة» بلغ أكثر من 200 الف مستهلك. وتعمل الجمعية في مجال الوقاية من المخدرات منذ سنة 1995 متوجهة إلى ثلاث فئات اولاها الشباب المتمدرس من خلال الاتصال بهم داخل المؤسسات التربوية والقيام بأيام تحسيسية وملتقيات وايام علمية وتوزيع النشريات، والفئة الثانية هم الشباب غير المتمدرس ونجدهم في الاحياء الشعبية من خلال العمل الميداني اللصيق في القطارات والمهرجانات وداخل الملاعب الرياضية . الفئة الثالثة موجهة للشباب الأكثر عرضة لمخاطر استهلاك المخدرات عبر الاتصال بهم داخل الاصلاحيات والسجون ومنذ اواخر سنة 2008 وبداية سنة 2009 تم اتباع سياسة جديدة اساسها التقليل من المخاطر ويكون ذلك عبر «المثقفين النظراء» وهم مستعملو المواد المخدرة لقدرتهم على الوصول إلى المستهلكين لهذه المواد ومن خلالهم تتمكن الجمعية من القيام بجولات داخل الاحياء الشعبية أو داخل اماكن الاستهلاك وعقد حلقات تكوينية للتنبيه إلى مخاطر هذه المواد وكيفية الحماية والتوقي منها عبر نشر المعلومة اللازمة فاذا لم ينقطع في القريب العاجل لسبب من الاسباب فإن بامكانه أن يقلل من الاستهلاك وإلحاق الضرر بنفسه. أما في ما يتعلق بالعلاج فإن لكل انسان راغب في العلاج الحق في ادراج اسمه ضمن قائمة الانتظار (فضائي الشباب والحياة ومركز تونس) قبل ان يصبح نزيلا بمركز العلاج بطينة ويؤمن العمل بهذين الفضاءين مختصون في علم النفس والاجتماع ويمكن للطبيب النفسي ان يعالج المدمن دون اللجوء إلى الاقامة بمركز العلاج بطينة.