صنفت المنطقة الأثرية بصبره المنصورية حسب مثال التهيئة العمرانية لبلدية القيروان كمنطقة خضراء ذات صبغة أثرية يمنع فيها البناء مطلقا نظرا لاحتوائها على عناصر أثرية هامة مساحتها الجملية 50 هك وتعد ثاني مدينة فاطمية في العالم الإسلامي بعد المهدية. المنطقة مثلت موضوعا لدراسات وحفريات أثبتت وجود تماثيل آدمية وحيوانية وأفران زجاج وآجر وأوان خزفية وبرك مائية وأحد القصور الفاطمية.
ونتيجة لتعدد مصادر الملكية تفاقم البناء الفوضوي فيها مما أدى إلى وجود تجمع سكني هام (عشوائي) يهدد الموقع الأثري بالضياع والتلاشي. وقد زاد الوضع سوءا إسناد تراخيص لفائدة المواطنين لإدخال الماء الصالح للشراب دون الاستظهار برخص البناء. وقد تولت السلط الجهوية عقد عديد الجلسات بحضور جميع الأطراف المعنية وتم الاتفاق على دعم البلدية من طرف جميع الأطراف المعنية بهدف المساعدة على إيقاف الزحف العمراني واتخاذ قرارات الهدم في البناءات الجديدة بعد القيام بمعاينات ميدانية والتنبيه على أصحابها بالقيام بحملة مكثفة لإيقاف مختلف أشغال البناء بالمنطقة كما ستتولى مصالح المعهد الوطني للتراث مهمة تسييج المنطقة وتنظيفها وإتمام استصدار أمر الانتزاع والقيام بالإجراءات الوقائية الضرورية للمحافظة على هذه المنطقة الأثرية الهامة.
انقاذ ما يمكن
بعد الاستماع إلى تدخلات الحاضرين دعا الوالي إلى تفعيل الإجراءات الوقائية لحماية هذا الموقع الأثري وضرورة استكمال إجراءات تحديد بقية الأراضي الدولية مع الشروع في الحفريات اللازمة لإبراز أهمية الموقع للعموم واستغلاله كمنتزه أثري حسب ما جاء بمثال التهيئة العمرانية لبلدية القيروان. وقد دعا إلى إيجاد آلية تنسيق بين الأطراف المتدخلة بتشكيل لجنة تعد مشروع تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و خطة على مدى متوسط وبعيد ويمكن أن تكتسي هذه اللجنة صفة قانونية وتتولى مهمة تحسيس المتساكنين وتحميلهم المسؤولية في كيفية إنقاذ صبرة وتشريكهم كمجتمع مدني ترمي أهدافه العميقة إلى تحقيق مصالحة بين أهالي القيروان و تاريخهم.
كما أن تجديد هيئة جمعية صيانة المدينة بات ضروريا حرصا على تقديم الإضافة وإعطاء نفس جديد للهيئة وفتح المجال أمام الطاقات الجديدة. كما يعد الإطار القانوني للوضعية العقارية لمنطقة صبره المنصورية من المسائل المتأكدة باعتبار لا بد من العمل على توضيحها لأهميتها. كما دعا إلى تعميق البحث العلمي والاستنجاد بخبراء علم الآثار واسترجاع القيمة العلمية والتاريخية للآثار وتطوير العقلية تجاهها والحرص على تسييجها وحفظها وإعطائها بعدا رمزيا باعتبارها من الأولويات ولا بد أن تكون المسؤولية جماعية تحدوها إرادة صادرة وحراك فعلي ورسم لخطة واضحة خطة عاجلة وخطة سنوية.