سامح من كان سببا في اقصاء الرياضات الجماعية من المعهد الرياضي بالمنزه الذي أصبح في أوائل التسعينات المعهد الرياضي بيار دي كوبرتان في قرار سياسي غابت عنه النجاعة الرياضية التي بعث من أجلها المعهد والذي أنجب في الثمانينات أبرز لاعبي كرة القدم واليد والسلة والطائرة اناثا وذكورا ليقتصر بمجرّد «طلعة» مزاجية لأحد وزراء الرياضة السابقين على احتضان براعم الرياضات الفردية فحسب والتي أصبحت مع مرّ السنين قبلة حتى لمن ليس له أية صلة بهذه الاختصاصات. قال الوزير آنذاك «ليس لديّ مبيت مجاني للأندية» في تلميح الى أن العديد من الجمعيات استغلوا المعهد بتسجيل لاعبيهم الشبان به حتى يتمتعوا بمجانية المبيت والأكل...
وذلك صحيح إلا أن ما ذهب إليه الوزير آنذاك هو من قبيل الحلول السهلة التي أثبتت مع مرور الوقت هشاشتها.
المهمّ عاد التفكير اليوم وبكل جديّة على مستوى الوزارة في اعادة احتضان تلاميذ الرياضات الجماعية بالمعهد وقد التأمت مؤخرا جلسة عمل بالادارة العامة للرياضة مع ممثلي جامعات كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة لتفعيل هذا التوجه حيث تؤكد مصادرنا أن أبواب المعهد ستكون مفتوحة من جديد أمام النخب الشابة لهذه الرياضات انطلاقا من السنة الدراسية المقبلة (2012 2013)، وهو ما يباركه فعلا لما سيكون حتما لهذا القرار من انعكاس على تكوين النخبة الشابة خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الألعاب الأولمبية للشبان لسنة 2014 والتي من المنتظر أن تمثل محطة جوهرية في اعداد مخطط تصحيح المسار بالنسبة لمنتخباتنا الوطنية.
إن عودة الرياضات الجماعية الى المعهد الرياضي بيار دي كوبارتان تعتبر رجوعا الى المهد الطبيعي نظرا الى طبيعة المعهد كمركز لتنمية القدرات والى محيطه إذ توجد حذو الحي الوطني للشباب قاعة رائعة للرياضات الجماعية تكاد تكون فريدة من نوعها بالجمهورية، يمكنها احتضان تمارين كرة اليد والسلة والطائرة في نفس الوقت.
كما أن المعهد يوجد أمام المركز الوطني للطب وعلوم الرياضة وهو عنصر هام وضروري لاعداد النخبة. نرجو فقط أن تضع الوزارة حدا للتجاوزات التي عرفها المعهد سواء كان ذلك بالرياضات الجماعية أو بدونها خاصة في ما يخص المحاباة في انتداب التلاميذ المقرّبين من المسؤولين السامين ومستشاري الرئاسة ورؤساء الجامعات والمديرين الفنيين حتى يعود المعهد الى وظيفته الأصلية المتمثلة في احتضان الرياضيين والرياضيين فقط.