تعهد أعضاء حزب الوطن الإسلامي في ليبيا بالالتزام بالشريعة الإسلامية في حال فازوا في الانتخابات المقررة غدا السبت وسط مؤشرات توحي ب«صراع انتخابي ساخن» بين «فرقاء» المشهد الليبي. وقال عبد الحكيم بلحاج، العضو البارز بالحزب والقائد العسكري السابق الذي ساعد في الإطاحة بالعقيد الراحل عمر القذافي إن أعضاء الحزب سيلتزمون بهويتهم التي يفخرون بها، وهي الشريعة والإسلام. وكان بلحاج استقال من منصبه كقائد للمجلس العسكري في طرابلس من أجل الترشح للانتخابات.
تطبيق الشريعة
وقال بلحاج في حشد انتخابي في العاصمة طرابلس مساء امس الاول إن أعضاء حزب الوطن يتعهدون بالالتزام بالشريعة الإسلامية وتحقيق الأمن والسلام وبناء الجيش وقوات الأمن وحماية بلدهم الحبيب ليبيا. وقد طالب من أعضاء الحزب ترديد ما يقوله.
وما ان انتهى بلحاج من خطابه القصير، حتى انطلق آلاف الليبيين في المؤتمر بهتاف «الله أكبر»، كما تم اطلاق الألعاب النارية وعزفت الموسيقى. وأعرب مصطفى وهو أحد أعضاء الحزب عن اعتقاده بأن الحزب يمكن أن يساعد الكثيرين في العثور على وظائف مضيفا أنه سيعمل على استعادة الأمن وإعادة بناء الجيش.
ويرى بعض المراقبين ان الاحزاب الاسلامية هي الرابح الاول في المشهد السياسي الليبي، لكنهم تخوفوا من وصول بعض الاحزاب السلفية المتشددة والتي تسعى الى تطبيق صارم لتعاليم الشريعة الاسلامية، الأمر الذي يثير قلق القوى والاحزاب العلمانية خصوصا مع اقتراب موعد انتخابات الجمعية الوطنية. وشهدت الفترة الاخيرة تزايدا ملحوظا لنشاطات الاحزاب الاسلامية التي تعمل لتحشيد أنصارها وإعادة هيكلتها وتوحيد صفوفها، فقد تجمع مئات الاسلاميين للمطالبة بأن يكون التشريع في البلاد مستوحى من أحكام الشريعة الاسلامية في ليبيا في ما وصفه المنظمون بانه رد على ظهور احزاب سياسية علمانية بعد سقوط حكم معمر القذافي العام الماضي.
ومن المقرر ان يتوجه نحو 2.7 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع يوم غد لانتخاب مؤتمر وطني، ليضع دستورا جديدا للبلاد، كما سيشكل الحكومة. وتقدم حزب الوطن الذي تأسس في الماضي ب 59 مرشحا الى الانتخابات، وهو أحد الأحزاب الرئيسية التي تتنافس على 200 مقعد في الجمعية التأسيسية. ويعتبر الحزب الإسلام مرجعيته في جميع مجالات الحياة.
أجواء انتخابية
وفي الوقت نفسه تعيش العاصمة الليبية طرابلس أجواء أول انتخابات برلمانية لها منذ نصف قرن غدا السبت من أجل اختيار أعضاء المجلس الوطني الذين سيكون عددهم 200 عضو من 13 دائرة انتخابية رئيسية و73 منطقة و69 دائرة انتخابية فرعية عبر كافة مناطق ليبيا.
ويصوت الناخب الليبي يومي 7 و8 جويلية الجاري، في ورقتي اقتراع لاختيار المرشحين الافراد والكيانات السياسية اما لكيان سياسي فقط «4 مناطق» أو لمرشح فرد فقط من أجل 120 مقعدا للكيانات السياسية و80 مقعدا للنظام الفردي المستقل.
وحسب النظام المعمول به ستنال طرابلس 30 مقعدا فرديا وقائمة في البرلمان، وبنغازي 26 مقعدا، وسبها 16 مقعدا، طبرق 11 مقعدا، والبيضاء 11 مقعدا، وأجدابيا 12 مقعدا، وسرت 9 مقاعد، واوبارى 15 مقعدا، وغريان 17 مقعدا، ومصراتة 16 مقعدا، والخمس 11 مقعدا، والعزيزية 9 مقاعد والزاوية 17 مقعدا. وبدت ملامح الأمن القصوى في عدد من شوارع وميادين العاصمة طرابلس ومدن أخرى مع استعداد ليبيا لتأمين الانتخابات.
وقال رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات نوري العبار إن مسألة تأمين الناخبين والمرشحين وأوراق الاقتراع مولجة بوزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة. وفيما أعلن وكيل وزارة الداخلية عمر الخدراوي عن رفع درجة الاستعداد القصوى في أجهزته الأمنية بكل الدوائر الانتخابية، وأكد رئيس الأركان العامة للجيش اللواء الركن يوسف المنقوش جهوزية ما يقارب 13 ألف عنصر من الجيش لدعم وزارة الداخلية في تنفيذ خطة تأمين العملية الانتخابية.
ولفت المنقوش النظر إلى أن رئاسة الأركان ستعمل على نقل مواد الانتخاب وصناديق الاقتراع إلى المدن الليبية كافة وتنفيذ خطة استطلاع جوي لتأمين الحدود خلال فترة العملية الانتخابية.
وأكد أنه تم وضع خطة لحماية الشواطئ الليبية من خلال تسيير دوريات بحرية لتأمين الشواطئ والمياه الإقليمية. ولوحظت أمس مظاهر الانتشار الأمني الكثيف في عدد من الشوارع وإعادة نشر بوابات المراقبة والتفتيش التي اختفت على مدى الأشهر الماضية. وقال قائد إحدى السرايا الأمنية التي باشرت نشر فرقها على مستوى عدد من النقاط في العاصمة إن «مهمتنا تأمين العملية الانتخابية والمحافظة على سيرها بطريقة طبيعية.
وأضاف «سنكثف من التواجد الأمني على مدار الساعة وصولا إلى بسط السيطرة الكلية على كافة النقاط المهمة». وفيما يستعد نحو مليونين و800 ألف ناخب في جميع المدن الليبية للتوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب المؤتمر الوطني، بدأ الليبيون المقيمون في الخارج في التصويت على اختيار هذا المؤتمر الذي سيحل محل المجلس الانتقالي.
وكانت مفوضية الانتخابات حددت لليبيين المقيمين في الخارج 6 دول هي « أمريكا وكندا والإمارات وألمانيا وبريطانيا والأردن « للتصويت فيها على انتخاب مؤتمرهم الوطني القادم وعلى مدى خمسة أيام متواصلة.
ويراقب الانتخابات الليبية أكثر من 3000 شخصية دولية وعربية وإقليمية وافريقية منها الاتحاد الإفريقي والذي يرأس بعثته الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق ومعه أكثر من 50 مراقبا من كافة الدول الافريقية منتشرين في كافة المدن الليبية، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الاوروبي، ومن أمريكا وكندا وروسيا والصين ومنظمة المؤتمر الاسلامي .