صفاقس: تقدم ب92% في أشغال محطة تحلية المياه بقرقور    وزارة التعليم العالي: اختيار 3 طلبة مسجّلين بشهادة الدكتوراه لمتابعة أبحاثهم بجامعة "أكسفورد"    هام/ بشرى سارة: قطار تونس–الجزائر: موعد أول السفرات الرسمية والتسعيرة..    هجوم طعن يستهدف 4 مدرسين أميركيين في الصين    الاسم ''محمد'' واللقب ''أصغر حاج''...مكة تسجل أول حالة ولادة بموسم الحج 2024    ألمانيا تستعد لأخطر مباراة    الكالتشيو: نادي فيرونا الايطالي يعلن إنفصاله عن مدربه    مهاجم المنتخب الإسباني السابق مدربا جديدا للفريق الثاني لأتليتيكو مدريد    ساعد تلاميذ الباكالوريا على الغشّ: إيداع بالسجن لأستاذ التعليم الثانوي    الشركة التونسية للملاحة تخصص 300 تذكرة مجانية لهؤلاء    قابس: توفّر العرض وزيادة في أسعار الأضاحي مقارنة بالسنة الفارطة    القصرين: رفع 256 مخالفة اقتصادية وحجز أطنان من المواد الغذائية الأساسية    كأس العالم 2026: برنامج الدفعة الأخيرة لمنافسات الجولة الرابعة الخاصة بالقارة الإفريقية    رئيس الفيفا يعلن انطلاق العد التنازلي لضربة بداية مونديال 2026    دمج تطبيق '' تشات جي بي تي '' على هواتف آبل    بن سليمان: نسبة إدماج خريجي منظومة التكوين المهني في سوق الشغل يبلغ 80 بالمائة    الكشف عن محل لتعاطي البغاء السري في المرسى..وهذه حصيلة الايقافات..#خبر_عاجل    عيد الاضحى : خلية احباء الافريقي تعلن إقامة حفل '' شواء''    وفاة الطفل ''يحيى'' أصغر حاجّ بالأراضي المقدّسة    وزارة الصحة: جلسة عمل لختم وتقييم البرنامج التكويني لتنفيذ السياسة الوطنية للصحة في أفق 2035    هلاك شاب ال30 سنة في حادث مرور مروع بصفاقس..    موعد التصريح بالحكم ضدّ الغنوشي في قضية الإشادة بالإرهاب    غدا: جلسة عامة بالبرلمان    ديوان الإفتاء: مواطنة أوروبية تُعلن إسلامها    الحماية المدنية: تسجيل 4 وفيات و451 إصابة في حوادث مختلفة    يهم المسافرين : 3 نصائح أساسية لتجنب الغثيان على متن الطائرة    إجراءات إستثنائية فيما يخص ''حالات الغش'' لتلاميذ الباكالوريا ..وزيرة التربية توضح    هام/ تراجع ملحوظ لأسعار لحوم "العلوش" بالمساحات التجارية ومحلات القصابين..    تصفيات كأس العالم 2026: غانا تفوز على أفريقيا الوسطى وموزمبيق تتغلب على غينيا    الكاف ..بعث نواد في الذكاء الإصطناعي بالمدارس الإعدادية    مقترح قانون صناعة المكملات الغذائية على طاولة البرلمان و هذه التفاصيل    طقس الثلاثاء: الحرارة تصل الى 46 درجة مع ظهور الشهيلي    اليوم: حرارة مرتفعة ومرتفعة جدّا وقويّة    مبادرة نموذجية في تنظيم اختبارات مادة التربية البدنية    مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار أمريكي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة..#خبر_عاجل    تألق في المسابقة الوطنية «التدخين يسبب أضرارا» يزيد الرقيق يحرز جائزة وطنية ويحلم بالعالمية !    الأردن يستضيف مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية في غزة    استشهاد 12 فلسطينيا في قصف للاحتلال الصهيوني على قطاع غزة..    معطيات عن واقع قطاع الطاقة في تونس    المدرسة الابتدائية القبودي بني خلاد ...المرتبة الأولى في المسابقة الجهوية للألعاب البيداغوجية الرقمية في دورتها الثانية    تحذير مرعب.. النوم أقل من 7 ساعات يزيد من خطر الوفاة..    "احمدي ربك".. رد مثير من مستشارة أسرية سعودية لامرأة ضبطت زوجها يخونها مع 6 نساء!    زلزال بقوة 5 درجات يضرب هذه المنطقة..    خالد النوري: وزارة الداخلية حريصة على تعزيز مشاركة منتسبيها في المهمات الأممية    بالفيديو.. عاصفة بردية تتسبب بأضرار جسيمة في طائرة نمساوية    توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة و"الصوناد"    دار الافتاء المصرية : رأس الأضحية لا تقسم ولا تباع    انطلاقا من يوم العيد في القاعات: فيلم يروي تفاصيل "اخفاء صدام حسين"    مونديال الأندية : ريال مدريد ينفي و يوضح    العاصمة: عرض للموسيقى الكلاسيكية بشارع الحبيب بورقيبة في هذا الموعد    لقاح للقضاء على السرطان ماالقصة ؟    في حادثة صادمة: سيجارة إلكترونية تتسبب في انفجار رئة مراهقة..!!    خبر غير سار لأحباء لاعبة التنس أنس جابر    معرض صفاقس الدولي الدورة 58 من 21 جوان الى 7 جويلية    موعد عيد الاضحى: 9 دول تخالف السعودية..!!    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محافظ البنك المركزي : لن أستقيل.. وسأنتظر قرار المجلس التأسيسي
نشر في الشروق يوم 07 - 07 - 2012

بعد 10 أيام على قرار رئيس الدولة إقالته من منصبه، وقبل ان يبت المجلس التأسيسي في الموضوع، قرّر محافظ البنك المركزي الخروج عن صمته للحديث في لقاء بالصحفيين عما حصل واصفا إياه بالخطير..

شأنه شأن عامة الشعب التونسي، يجهل إلى حد الآن السيد مصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي على حد قوله الأسباب الحقيقية التي أدت برئيس الجمهورية إلى اتخاذ قرار إقالته بمثل تلك الطريقة وفي هذا التوقيت بالذات . فقرار الإقالة على حد قوله لم يكن مرفوقا بتفسير واضح ولم تسبقه أية خطوة من رئاسة الجمهورية أو من رئاسة الحكومة تنبه المحافظ إلى خطإ ارتكبه أو تجاوز حصل من جانبه وتعطيه فرصة للإجابة وهو ما لا يستقيم في بلد به نظام قائم و حوكمة رشيدة.

اصرار المرزوقي

بالنسبة لعلاقته برئيس الجمهورية منصف المرزوقي قال كمال النابلي «ليست لي معه مشاكل شخصية، بل ليست لي أية معرفة شخصية به لأتمكّن من معرفة رأيه و مواقفه من البنك المركزي، كلّ ما رأيته هو الإصرار من بعيد عن إقالة المحافظ لأسباب مجهولة». ومضى النابلي قائلا «لم ألتق به إلى حد الآن رغم أني طلبت ذلك في مارس الماضي بمناسبة اعداد تقرير حول القوائم المالية لسنة 2011، حيث يفرض عليّ القانون ضرورة تقديم هذا التقرير لرئيس الجمهورية، لكنه رفض مقابلتي واعدت الكرة مرة ثانية دون نتيجة ودون أن أعرف السبب. كما سأتقدم له بالطلب نفسه خلال اليومين القادمين لأقدم له التقرير السنوي لنشاط البنك المركزي وفق ما يقتضيه القانون أيضا...

«صافية» مع الجبالي

قال النابلي من جهة أخرى إنه تناقش حول قرار إقالته بكل شفافية مع حمادي الجبالي وعبر له هذا الاخير عن قرار الحكومة إحالة المسألة للمجلس التأسيسي للبت فيها وبالتالي فهي لم تتخذ اي موقف من قرار المرزوقي. وبالنسبة لما يُتهم به النابلي من غياب للنقاش والتنسيق مع الحكومة حول السياسة النقدية والمالية للبلاد، قال إنها تعود فقط إلى مجرد سوء فهم وقع تجاوزه وليس اختلافا صريحا وواضحا في التوجهات، وأضاف ان الحكومة وضحت ذلك أكثر من مرة. وأوضح أن ما يقوم به البنك المركزي هو تحليل الوضع الاقتصادي لإطلاع الرأي العام ولتعليل قرارات البنك وقد يكون هناك بعض الاختلاف في تحليل الوضع بين الحكومة والبنك المركزي ونحن نعتبر أنّ ذلك ميزة إيجابية لإثراء النقاش و الرّقي بالقرار.

لن أستقيل

أكد النابلي أن قرار إقالته أحيل أول أمس على المجلس التأسيسي ولا بد من انتظار مصادقته عليه بأغلبية الحاضرين في ظرف 15 يوما «عندئذ لا مفر من الانصياع للقرار..لكن إذا لم تتم المصادقة سأواصل مهامي ولن أستقيل لانه لو استقلت سأزيد في ارباك الوضع الاقتصادي والسياسي في تونس وستهتز ثقة الناس في مؤسسات الدولة» يقول النابلي.

اتهامات باطلة ..وجهل

وصف كمال النابلي التهم التي وُجهت له حول التسبب في تراجع الترقيم السيادي لتونس وحول عرقلته اجراءات استرجاع الاموال المنهوبة من البنوك الاجنبية، وصفها بالتهم الباطلة وبالأكاذيب الخطيرة التي تظاهي تهمة الخيانة. وقال انها تحامل غريب من بعض الأطراف استعملت وسائل الاعلام والانترنات لتبليغها للرأي العام مضيفا أنه يحتفظ بحقه في تتبع هذه الأطراف قضائيا. كما تحدث عن تهم أخرى وُجهت إليه حول حمايته لرجال اعمال فاسدين او لموظفين فاسدين بالبنك المركزي وقال إنه يتحدى أي كان يقيم الدليل على ذلك .واكثر من ذلك قال أنه يحتفظ بالدليل على انه بذل كل ما في وسعه ، منذ توليه خطة محافظ، لمحاربة كل أشكال الفساد وإحالة ملفاته إلى القضاء وإلى لجنة تقصي الحقائق. وأكد النابلي انه يجد عذرا لمروجي هذه الاتهامات وهو «الجهل» بالدور القانوني للبنك المركزي ويعتقدون ان له قدرة على محاسبة الفاسدين في القطاع المالي والبنكي والحال انه لا يمكنه ذلك بل يكتفي بإحالة الملفات على القضاء، وهذا ما حصل ..

استقلالية البنك

قال كمال النابلي إنه رغم التأكيد صلب القانون المؤقت للسلط العمومية على استقلالية البنك (وهو مبدأ معمول به منذ احداث البنك) إلا أننا نجد أنفسنا اليوم في الوضعية الأسوأ وهي اقحام البنك في التجاذبات والصراعات السياسية التي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالسياسة النقدية والمالية للدولة. فالأمر يتعلق بمؤسسة من مؤسسات الدولة لها مكانتها وطنيا ودوليا واقحامها (أو اقحام غيرها من مؤسسات الدولة) في مثل هذه المتاهات يسيء لصورة تونس. وأقول إن إقالتي من البنك لن تؤثر على حسن سير عمله لان لنا من الكفاءات من هي قادرة على تولي المهمة مكاني، لكن الأهم من كل هذا هو ضمان استقلالية المؤسسة مع الشخص الذي سيقع تعيينه والحفاظ على صورة تونس في عيون المؤسسات المالية الدولية والدول.

مستعد للتوضيح

عبر كمال النابلي عن استعداده وبقية مسؤولي البنك لتقديم كل الإيضاحات للمجلس التأسيسي حول السياسة النقدية والمالية للبلاد وأنه يرحب بزيارة لجنة من المجلس للبنك للاطلاع على كل الملفات بكل شفافية ووضوح ليقفوا على الحقيقة كاملة بعيدا عن لغة الاتهامات والمزايدات السياسية أو المبنية على ميولات وأمزجة شخصية لا تنفع البلاد في شيء.

وكان النابلي قد صرح في بداية حديثه «أنه كان يودّ اليوم الحديث حول المواضيع التي تهم مصالح ومشاكل التونسيين والاقتصاد التونسي والمواضيع الحيوية التي لها علاقة بمهام البنك المركزي التونسي. لكن للأسف فالموضوع الذي أجد نفسي مضطرا للحديث حوله اليوم هو أعمق و أخطر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.