على مدى أربعة أيام عاشت سلسلة القرى الجبلية في ولاية قابس من توجان الى زراوة الى زمرتن وبني زلطن وكل المناطق المتاخمة لها على وقع الأفراح والتواصل مع الآخر من خلال المهرجان الدولي للقرى الجبلية. كانت الجماهير حاضرة بكثافة لتصنع الزخم وتشارك في صنع ملحمة تقع لأول مرة على سفوح جبال مازالت الى الآن شاهدة على حياة وتاريخ أجيال وتحمل من جمال الطبيعة وسحر ها ما يلهم السائح ويؤثث لمستقبل سياحة ثقافية ذات شأن افتتاح المهرجان احتضنته قرية توجان الشامخة التي تطل على «مزارع بن سلامة» بوقار وكبرياء يجسمه بكل ابداع قمة كهف النسورة الرائعة. أكثر من ثلاثة آلاف حضروا حفل الافتتاح الذي كان مزيجا من الفن الشعبي والعرس التقليدي والمحفل والمرحول وسط تجسيم بديع لكل مظاهر الحياة الشعبية التي عاش عليها أهل توجان، الفروسية كانت حاضرة مع الشعر الشعبي والفلكلور القادم من الجزائر الشقيقة التي أبت الا أن تشاركنا أفراح هذه القرى.
اللباس والمنتوج الجبلي التقليدي كان حاضرا من خلال معرض مفتوح للنسيج الجبلي ساهمت في تركيزه مندوبية الصناعات التقليدية ولقي اقبالا واعجابا من ضيوف المهرجان الذين تمتعوا بأمسية لم تكن مثل باقي الأمسيات بما تحمله من مظاهر جديدة لم نألفها. وعلى غرار ما جرى في توجان تنقل المهرجان الى زراوة وزمرتن وبني زلطن التي شهدت حفل الاختتام، في كل هذه القرى كانت العروض الاحتفالية ذات خصوصية جميلة يتأكد من خلالها ثراء التراث الجبلي وقدرة مخزونه على تأثيث مادة تستهوي السائح وقادرة على خلق آفاق سياحية رائعة ستعيد هذه المناطق الى الذاكرة وتساعد أهلها على خلق موارد رزق جديدة تساعدهم على التشبث بأرضهم .الغائب الوحيد عن هذه التظاهرة وهو أمر غريب يدعو الى التساؤل والتحقيق هو القطاع السياحي، لم نشاهده في الاعداد لهذا المهرجان ولم نشاهده كطرف مشارك في الفعاليات رغم أن كل الآفاق التي نتحدث عنها هي تصب مباشرة في باب السياحة، من المسؤول عن هذا الغياب غير المبرر ولماذا هل لأن قابس هي الآن منذ ثلاثة أشهر بدون مندوب سياحة أم لأسباب أخرى نجهلها لكن نريد أن نعرفها فمن يمدنا بالجواب يا ترى .