أسبوع ساخن وحساس في العلاقات الثنائية ينتظر لندنوموسكو على خلفية سفينة الأسلحة الروسية المتجهة الى سوريا حيث أكد سلاح البحرية الروسية أن أي تعرض لها سيشعل حربا عالمية ثالثة. وأفادت صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية في عددها الصادر أمس بأن روسيا تتجه لمواجهة دبلوماسية مع بريطانيا، بسبب سفينة شحن تحمل مروحيات متوجهة الى سوريا بمرافقة من سلاح البحرية الروسي.
البحرية الروسية على الخط
وقالت الصحيفة البريطانية إن البحرية الروسية ترافق سفينة الشحن الروسية وبحسب ذات المصدر فإن أربع سفن حربية عسكرية تتبع سفينة الشحن الروسية. ونقلت عن مصدر في البحرية الروسية قوله: «نأمل ألا يطلق أحد شرارة الحرب العالمية الثالثة بسبب سفينة الشحن» مشيرا الى أنه يتوقع في أية لحظة وصول أوامر بمرافقة السفينة وحمايتها. وكشفت أن السفينة الروسية (ألايد) تحمل ثلاث مروحيات هجومية ومنظومات للدفاع الجوي، وتُبحر حاليا الى الجنوب من النرويج وتتبعها أربع سفن حربية روسية على مسافة خمسين ميلا بحريا. وكانت بريطانيا أوقفت السفينة «ألايد» قبالة سواحل اسكتلندا الشهر الماضي بعد سحب غطاء التأمين عنها من قبل شركة مقرها لندن بموجب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شحنات الأسلحة الى الحكومة السورية.
وأضافت أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ احتج لدى موسكو على شحنة الأسلحة، فيما درس رئيس الوزراء البريطاني خيار اعتراض السفينة قبل أن تعود الى ميناء «مورمانسك» الروسي. وأشارت الى أن السفينة «ألايد» أبحرت مرة أخرى الأسبوع الماضي تحت العلم الروسي بدلا من علم جزيرة كوركاو في البحر الكاريبي في المرة السابقة، مما يعني أن اعتراضها هذه المرة عند دخولها المياه البريطانية في طريقها الى سوريا قد يؤدي الى حادث دولي. وأضافت أن بعض الخبراء يعتقدون أن «ألايد» قد تبحر على مقربة من الجزر البريطانية هذا الأسبوع وتثير بذلك مواجهة محتملة، فيما رجح آخرون احتمال نقل شحنتها من الأسلحة الى سفينة أخرى قبل ايصالها الى سوريا.
وتصر موسكو على أنها غير ملزمة بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على نقل الأسلحة الى سوريا وأن المروحيات لن يتم استخدامها ضد المدنيين، وترى أن السفينة «ألايد» لها كل الحق في اطار القانون الدولي في تسليم شحنة الأسلحة الى سوريا بموجب عقد أُبرم مع الأخيرة عام 2009 لاصلاح مروحيات هجومية روسية الصنع.
وفي سياق متصل بالجهود المبذولة سياسيا لحل الأزمة في سوريا، صرح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي امس أن ايران مستعدة لتنظيم لقاء بين الحكومة السورية والمعارضة في طهران في محاولة لتسوية الازمة في سوريا. واكد ان طهران ترى ان الموضوع السوري يحتاج الى حل سوري سوري بعيدا عن اي تدخل خارجي، معربا عن امله في أن يسهم تعاون ايران مع منظمة الاممالمتحدة الى جانب الدول الاخرى في المنطقة الى تعاون اكبر واشمل لحل الازمة السورية، واتخاذ خطوات بناءة في هذا المجال. ولفت النظر الى ان ايران اجرت مشاورات مكثفة مع كوفي عنان، قدم خلالها الاخير مقترحات جيدة، من ضمنها خطته ذات النقاط الست اضافة الى المقترحات التي طرحت مؤخرا من اجل دعمها وتقويتها.
بدوره، أعلن المكتب الاعلامي للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي غدا الثلاثاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي عنان الذي سيقوم بزيارة الى موسكو. وجاء في بيان صادر عن الكرملين أنه من المتوقع أن يتم خلال اللقاء المرتقب التأكيد على دعم روسيا لخطة عنان الرامية الى التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة السورية.
كما أشار الى ان موسكو تعتبر خطة عنان الأساس الحيوي الوحيد لحل المشاكل السورية الداخلية. ومن المقرر أيضا أن يزور يوم الاربعاء المقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان روسيا للتباحث مع المسؤولين الروس الأزمة السورية.