أنجب فرع ألعاب القوى بالنادي الصفاقسي منذ تأسيسه أسماء عديدة تمكنت من حصد تتويجات على صعيد محلي ودولي، غير أنه شهد تراجعا في العقود الأخيرة جعلته يفقد بريقه ويصبح مهددا بالاندثار، «الشروق» تسلط الضوء على واقع هذه الرياضة بجهة صفاقس. من المفارقات أن صفاقس ثاني مدينة تونسية من حيث عدد السكان تفتقر إلى جمعية تختص بالنهوض برياضة ألعاب القوى مما يثير أكثر من تساؤل، وحتى فرع ال«سي آس آس» في هذه الرياضة قد تراجع دوره ولم يعد يقوم بدوره المنوط بعهدته وأصبح أداؤه ظرفيا وفقد الكثير من إشعاعه، وحسب وسام البكوش العداء السابق للفريق فإن هذا النوع من الرياضات يحتاج إلى طول نفس وإلى تضحيات كبيرة من قبل اللاعبين أنفسهم والتي أصبحت مفقودة لدى شبان اليوم الذين يبحثون عن الشهرة والمال والكسب المادي على حساب الهواية وصقل المواهب ولتحقيق أحلامهم يعمدون إلى الالتحاق بالرياضات الجماعية خاصة كرة القدم التي أصبحت تسلب العقول، كما أن الجيل الحالي قد انغمس في عالم الانترنات والألعاب الالكترونية.
وإلى جانب عزوف الشبان عن الانخراط في رياضة ألعاب القوى يواجه الساهرون على هذا الفرع صعوبات كبيرة لتوفير الدعم المادي في ظل تواصل تجاهل المسؤولين بالهيئة المديرة للفريق لهذه الرياضة، ويحمل فتحي بن حسن البطل التونسي السابق في العدو الجامعة التونسية لألعاب القوى مسؤولية تدهور هذه الرياضة ليس في صفاقس فحسب بل في كافة أنحاء البلاد، وقال من المؤسف أن تونس لم تعد تجد من يمثلها في التظاهرات العالمية والألعاب الأولمبية رغم أن هذه الرياضة لا تحتاج إلى إمكانيات مادية كبيرة فالعالم انتظر أكثر من أربعة عقود ليتم تحطيم الرقم القياسي للعداء التونسي محمد القمودي في اختصاص 3000 متر وعليه يجب أن تضع الجهات المعنية استراتيجية جديدة للنهوض بألعاب القوى بعاصمة الجنوب حتى يجد المولعون بهذه الرياضة إطارا ملائما لممارسة هوايتهم.