شرعت الجهات المختصة في القيام بالخطوات الاولى للمحافظة على مياه البحيرات الجبلية والسدود التلية بمناطق تابعة لمعتمدية مكثر من ولاية سليانة من اجل المحافظة على الثروة المائية وتدعيم النشاط الفلاحي في خطوات لاستغلال المائدة المائية. اللافت للانتباه ان المناطق التابعة لمعتمدية مكثر عادة ما تشهد نزول كميات هامة من الأمطار في فصل الشتاء، ومع ذلك فإنها تشكو نقصا حادا في المائدة المائية حيث تذوب الثلوج دون استغلال يذكر كما انها تعود بالسلب على المواطن والأراضي في آن واحد. فبحكم وفرة مياه الثلوج يكثر الانجراف ليجعل التربة متصحرة وهشة وغير قادرة على انتاج محاصيل زراعية كما وكيفا وبحكم عدم استغلال هذه المياه يتم تعاطي النشاط الفلاحي بعليا ليزداد وضع الفلاح تأزما من الناحية المادية ويظل تحت خط الفقر.
جلّ الأراضي المتواجدة بمعتمدية مكثر تشكو التصحر مما جعل الهياكل المعنية تقوم بدراسات شاملة ومعمقة للحد من هذه المشاكل الأزلية ورغم اقامة بعض السدود التلية والبحيرات الجبلية في السابق الا ان الوضع لم يشهد تطورا هاما من الناحية الاقتصادية حيث غابت عمليات التشجير حول تلك المنشآت المائية... وفي الوقت الحالي بدأت عملية التشجير التي من شانها تثبيت التربة لتحد من الانزلاقات الارضية وعدم تسرب المياه الى باطن الأرض بالاضافة الى الحد من تصحر الجبال و مقاومة الانجراف كل هذه البوادر ادخلت البهجة في نفوس فلاحي الجهة باعتبار تعاطي الفلاحة السقوية والاستفادة الكاملة من مياه وادي الزعرورة بجهة الشوارنية و وادي مهران بمنطقة الصيار و وادي الظل بجهة سند الحداد.