انطلقت مؤخرا الحملة الكبرى للنظافة في كافة أرجاء ولاية نابل لإيقاف الزحف السلبي للتلوث في هذا الصيف القائظ، وانخرطت جمعيات المجتمع المدني في الحملة الى جانب عمال البلدية. وخصت مدينة الحمامات ببرنامج نوعي بحكم وضعها الخاص فالمدينة تعدّ قبلة الالاف من السياح الاجانب والزائرين العرب والتونسيين، لذلك تميزت الحملة التي بدات الاحد وتتواصل على مدى اسبوع بكثافة المشاركة وانخراط المواطنين وعمال البلدية والسلط المحلية والجهوية وعلى راسهم الوالي الذي قام بدور المواطن العادي وانتقل بين الصخور المحاذية للشاطئ وجمع الاكياس البلستيكية والاوراق المتناثرة. وكانت حملات النظافة توجت باجتماعات محلية وجهوية قامت برصد الاخلالات والنواقص والمشاكل واثمرت عن وضع خطة عملية من خلال تقسيم الولاية الى اربعة اقطاب كل قطب يضم مجموعة من البلديات المتجاورة تتكامل وتتظافر جهودها للقيام بما يلزم من اجراءات تنظيف المحيط مع قيام الولاية بدعم هذه الجهود بايام عمل او رصد اعتمادات مالية قصد مساعدة البلديات على كراء الاليات الثقيلة المستعملة في الجرف او جهر الاودية.
كما ستقوم الولاية بمد كل معتمدية بعدد يتراوح بين 500 و1000 كيس بلاستيكي اضافة للتنسيق مع مصالح التجهيز والتطهير للقيام بعمليات المداواة وجهر الاودية مع تفعيل دور الوكالة الوطنية لحماية المحيط والتصرف في النفايات. وكان وزير الشؤون الاجتماعية خليل الزاوية زار الولاية يوم الجمعة 12 جويلية وعاين الاحوال البيئية ومشاكلها كما قدم له والي نابل محمود جاب الله تقريرا عن الاسباب التي ساهمت في تردي الوضع ومنها المصبات العشوائية وتذبذب عمل النيابات الخصوصية ونقص المعدات الخاصة بالنظافة وضعف دور المجتمع المدني وسلبية المواطن.
وقد اعطى الوزير اشارة انطلاق حملة النظافة والاكيد ان هذه الحملات الظرفية يمكن ان تكون جانبا من الحل لكن الاهم يبقى غرس سلوك المواطن المتحضر النظيف في تعامله مع محيطه سواء كان هذا المواطن عاملا من عمال النظافة او تلميذا او او سائحا، لان اكثر العوامل التي تلوث محيطنا هي انعدام سلوك النظافة في كل مكان على الشاطئ وفي الساحات ووسائل النقل والشوارع والمسارح والملاعب والمدارس والمعاهد والمقاهي لذلك تبدأ الحملة بالتربية على السلوك النظيف من العائلة ثم المدرسة.