الطريقة الرحمانية هي طريقة دينية صوفية، نشأت في الجزائر في أواخر القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي، على يد مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الرحمان الأزهري (ومنه أخذت اسمها)، ففي سنة 1183ه أسس الشيخ زاويته بقرية آيت اسماعيل ومنها انطلقت الطريقة الرحمانية التي كانت تسمى في البداية الطريقة الخلوتية. وهذه الطريقة التي كما صرح الشيخ مصطفى القاسمي شيخ زاوية الهامل بالجزائر «تدعو الى احترام مبادئ الدين الاسلامي الحنيف، وتدعو مريديها الى العمل على نشر الخير والفضيلة، وتدريس العلوم الشرعية، وتربية الأبناء على الأخلاق الحميدة، وتقاليد الآباء والأجداد، وغرس الايمان في قلوب الناس وتعليمهم أمور دينهم، وواجباتهم تجاه اللّه والرسول والناس أجمعين.
أنشئت زاوية سيدي علي بن عيسى في الكاف سنة 1774 لنشر الطريقة الرحمانية بالبلاد على يد كل من مصطفى الطرابلسي والأخوين سيدي أحمد بوحجر ويوسف بوحجر. عرفت الزاوية شهرة واسعة وكانت من أوائل الزوايا الرحمانية بالبلاد التونسية وأدت دورا هاما في نشر الطريقة وفي الحياة السياسية والدينية في تلك الفترة. مقاومة المستعمر
وقد اشتهرت خاصة بمقاومة الاحتلال الفرنسي، سواء الى جانب الجزائريين أو ضد احتلال المدينة سنة 1881. فقد شجع الشيخ علي بن عيسى وهو من أحفاد الشيخ يوسف بوحجر الأهالي على الوقوف في وجه قوات الاستعمار الفرنسي، وأصرّ على قتل الفرنسي «برنار روا»، ونتج عن ذلك نفيه الى تونس العاصمة سنة 1881 ولم يعف عنه إلا سنة 1888 وسمح له بالعودة الى زاويته وتوفي علي بن عيسى سنة 1900م.