على مدى الأيام القليلة الماضية اشتعلت حرب المعابر بين القوات النظامية السورية والمعارضة المسلحة التي تسعى الى الامساك بالمعابر الحدودية مع العراق وتركيا فيما كشفت مصادر اعلامية عن التحضير لتشكيل مجلس عسكري سوري انتقالي يقوده مناف طلاس. وسجل تصاعد في الصراع بين القوات النظامية وقوات المعارضة على السيطرة على المعابر الحدودية السورية مع دول الجوار. حيث حاولت عناصر من المعارضة الاستيلاء على معابر حدودية مع كل من العراق وتركيا والاردن.
الجيش السوري يسيطر
وأكدت قوات المعارضة السورية أمس الأحد أنها سيطرت على معبر «باب السلام» الحدودي مع تركيا شمالي مدينة حلب وهو ثالث معبر حدودي مع تركيا تنتزع المعارضة السيطرة عليه خلال أربعة أيام من القوات النظامية.
من جهته، أكدت مصادر اعلامية رسمية سورية أنّ المعابر كانت مغلقة منذ مدة طويلة فيما أوردت مصادر اعلامية مطلعة أن عشرات المسلحين الاسلاميين من غير السوريين بسطوا سيطرتهم على معبر « تل الهوى» مع تركيا .
ومن جهته استعاد الجيش النظامي السوري صباح أمس الاحد السيطرة على معبر «اليعربية» الحدودي بين سوريا والعراق، بحسب ما افاد محافظ نينوى العراقية. وقال المحافظ اثيل النجيفي ان «الجيش النظامي السوري استعاد السيطرة صباحا معبر اليعربية من دون اي اشتباكات او قتال وذلك بعد ان هجره مساء السبت المسلحون الذين سيطروا عليه في وقت سابق».
ومن جهة أخرى ,قال مصدر امني اردني لوكالة الصحافة الفرنسية ان مقاتلي المعارضة السورية حاولوا السيطرة على معبر «نصيب» الحدودي بين سوريا والاردن لكنهم فشلوا وذلك بعد مواجهات مع الجيش السوري النظامي.
ويربط معبر نصيب الحدودي بين منطقتي «درعا» السورية و«الرمثا» الاردنية. وحرب المعابر تسير بالتوازي مع حرب الشوارع في أهم مدينتين بسوريا، دمشق وحلب. وأفادت مصادر اعلامية مطلعة أن الجيش السوري النظامي بسط سيطرته كاملة على العاصمة دمشق وعلى غالبية ريفها مشيرة الى أن القوات السورية تلاحق فلول المجموعات الارهابية في حلب وحمص التي باتت شبه «مطهرة» بالكامل» .
في هذه الأثناء، قال السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف انه «من الصعب تصور» ان الرئيس السوري بشار الأسد يمكن ان يبقى في الحكم، معتبرا انه يتعين تنظيم رحيله «بطريقة حضارية» كما تم اثناء العملية الانتقالية في اليمن.
وقال السفير أورلوف في تصريح لصحيفة لو باريزيان الفرنسية «صحيح انه من الصعب تصور ان الاسد سيبقى.. سيرحل واعتقد انه هو نفسه يدرك ذلك لكن يجب تنظيم الامر بطريقة حضارية كما جرى في اليمن مثلا».
وجدير بالذكر أن السفير الروسي كان قد تحدث عن احتمال رحيل متفاوض عليه للاسد في مقابلة صحفية سابقة، الامر الذي يوحي بأن لموسكو قناعة داخلية باستحالة استمرار الاسد في السلطة.
من جانبه كشف المعارض السوري هيثم منّاع أنه رفض عرضا لقيادة حكومة انتقالية في سوريا بالمرحلة المقبلة قدمته اليه جهات بالنظام السوري اضافة لأطراف دولية أخرى.
وقال منّاع المقيم بباريس لوكالة أنباء الأناضول ان ضباطا من الجيش السوري وأطرافا دولية لم يسمها عرضت عليه قيادة البلاد بالمرحلة المقبلة. وأوضح أن هذه الأطراف بررت عرضها بأنه شخصية لديها قبول لدى المعارضة السورية وبعض أركان النظام الحالي. الاّ أن المعارض السوري أكد أنه رفض العرض لأنه لا يعتبر نفسه الشخصية المناسبة لمثل هذا المنصب.
طلاس رئيسا ل»العسكري»
في هذه الأثناء، يبدو أن اللمسات الأخيرة وضعت على خطة تنصيب مناف طلاس رئيسا للمجلس العسكري السوري المؤقت، لا سيما أن مفاوضات اجرائية تجري حاليا مع شخصيات سورية معارضة في الداخل والخارج.
كما علم أن احدى الشخصيات السورية المعارضة المقيمة في باريس، وهي عضو في المجلس الوطني، تشارك الآن في مفاوضات التنصيب، كما تجري محادثات ماراطونية في باريس لاقناع جميع الأطراف المعنية بدعم الخطة.
وحسب ذات المصادر الاعلامية السورية وغيرها – يشارك نائب رئيس الجمهورية السابق، عبد الحليم خدام، ومعه وزير الدفاع السابق، مصطفى طلاس، بشكل غير مباشر في المفاوضات، ويتم أيضا التنسيق مع رفعت الأسد عبر ابنه ريبال لدعم تسويق هذه الصفقة شعبيا لدى الطائفة العلوية.
ويتم الآن الاتفاق مع شبكات اعلامية عربية ودولية للبدء بحملة اعلامية مكثفة للترويج لصفقة تنصيب مناف طلاس رئيسا للمجلس العسكري السوري المؤقت. وسيقوم الرئيس السوري باصدار مرسوم جمهوري لعزل نائبي الرئيس لخلق فراغ دستوري قبل تسليم السلطة للمجلس العسكري، كما سيقوم بشار الأسد أيضا بصفته الأمين القُطري لحزب البعث السوري باصدار قرار حل الحزب واغلاق مكاتبه وفروعه وتصفية ممتلكاته وتسريح كوادره تمهيدا لاعلان انشاء حزب جديد على أنقاضه.