أين يولي المشاهد وجهه؟ فهناك أكثر من 600 فضائية عربية تعمل كلها من أجل شل رقبته في إتجاه كل منها دون الأخرى أضف الى ذلك تخمة الأعمال الدرامية المنتجة خصيصا لهذا الشهر والبالغ عددها حسب بعض المواقع الإلكترونية 120 مسلسلا. وفي تونس تتنافس على المشاهدين خلال هذا الشهر ولأول مرة ثماني قنوات اجتهدت كل منها حسب إمكانياتها المادية وخياراتها الاعلامية من أجل كسب ود المشاهد وأعدت هذه القنوات حوالي عشرة أعمال درامية بين انتاج محلي وانتاج مستورد لشد أنظار المشاهد فلمن كانت رقبة هذا الأخير؟
642 قناة و120 مسلسلا
أولا لا بد من الإشارة إلى وجود 642 قناة فضائية عربية منها 565 تعمل بشكل كلي أي بنسق غير تجريبي ويعود معظم هذه القنوات حسب التقرير السنوي إلى مجموعة «أراب إدفايزور» للأبحاث والدراسات المتخصصة في قطاع الاتصالات والاعلام للقطاع الخاص ويذكر حسب بعض المواقع الالكترونية أن عدد المسلسلات العربية (مصرية وسورية وخليجية ومغاربية) التي تم إنتاجها خصيصا لشهر رمضان 2012 بلغ 120 مسلسلا كما يذكر أن إنتاج المسلسلات إرتفع بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي وتحديدا في مصر (60 مسلسلا) وسوريا (30 مسلسلا) التي كانت مفاجأة الموسم نظرا للأحداث التي تمر بها حاليا كما شهدت تونس بدورها ارتفاعا في الانتاج الدرامي مقارنة بالعام الماضي وذلك لانبعاث قنوات جديدة في البلاد مثلما هو الحال في دول عربية أخرى حيث زاد عدد القنوات بنسبة 19.3 ٪ مما كان عليه في العام الماضي.
وتتركز أنظار المشاهدين التونسيين رغم كل هذه القنوات وما تقدمه من عشرات المسلسلات على الفضائيات التونسية والانتاجات المحلية وهو في الحقيقة تقليد أو عادة رمضانية لدى التونسيين وإحتلت قناة «نسمة» خلال هذا العام المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة وذلك خلال اليوم الأول من رمضان وسجلت القناة حسب استبيان أجرته مؤسسة (3C Etudes) لقيس نسب المشاهدة التلفزيونية نسبة 60.8 ٪ مقابل 59.8 ٪ لقناة التونسية و 53.6 ٪ للوطنية 1 و34.5 ٪ لقناة حنبعل و 23.3 ٪ للوطنية 2 و 04.0 لقناة الجنوبية.
وذكر الإستبيان أن من أكثر الأعمال مشاهدة خلال اليوم الأول من رمضان سلسلة «دار لوزير» على قناة «نسمة» (47.4٪) و«مكتوب» على التونسية (38.7 ٪) و«الكاميرا الخفية» على التونسية كذلك (23.3 ٪) ومسلسل «من أجل عيون كاترين» على قناة «نسمة» (12.2 ٪)ومسلسل «عنقود الغضب» على الوطنية 1 (09.4 ٪).
ولعل ما يلفت الإهتمام في برمجة رمضان هذا العام على الفضائيات الوطنية وخصوصا في تفاعل المشاهدين معها هو تأخر أو تراجع ترتيب قناة «حنبعل» وحتى «الوطنية1» مقابل تقدم قناة «نسمة» و«التونسية» رغم حداثة نشأتها ويعود ذلك كما يبدو من خلال الشبكات المعدة إلى نسبة الانتاج الدرامي المحلي في كل شبكة اضافة إلى الطرافة والقيمة الفنية للإنتاج ففي قناة نسمة هناك مسلسلان مقابل مسلسل في الوطنية 1 ومسلسل في التونسية وهذا من شأنه أن يؤثر على إقبال المشاهد أضف إلى ذلك نجاح قناة نسمة في اقتناء أضخم عمل درامي عربي (عمر) حرصت على اقتنائه كل الفضائيات العربية الأخرى. وقامت «نسمة» اضافة إلى توفير هذا العمل لمشاهديها بخلق نوع من التوازن والتنوع في شبكتها اليومية وهو بث انتاج وطني في الافتتاح والاختتام وتوسيطهما بانتاج عربي ديني وتاريخي. ورغم أن موازين القوى بين القنوات التونسية خصوصا باتت واضحة منذ اليوم الأول من رمضان بمعنى أن المشاهد اختار طريقه أوقناته فإن الصراع أو التنافس يبقى قائما إلى آخر يوم من رمضان وخصوصا خلال النصف الثاني فلمن ستكون رقبة المشاهد في الأيام القادمة؟ محسن عبد الرحمان