بتهكّم واضح وجّه عدنان المنصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية نقده اللاذع لوسائل الإعلام الوطنيّة العموميّة قائلا إنّ «مؤسسة إعلامية عموميّة كبرى طلبت من رئاسة الجمهورية إكتراء أجهزة البث لتغطية الندوة الصحفية التي عقدها الرئيس التونسي ونظيره الفرنسي في فرنسا خلال زيارة رسمية أداها المرزوقي لفرنسا». وأضاف «يقول من هم في الإعلام العمومي إنهم يتعرّضون بشكل كبير إلى ضغوطات من رئاسة الجمهورية لتمرير أخبار الرئيس ونودّ حقيقة أن نعرف ما هي هذه الضغوطات».
كما قدّم المنصر خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس حصيلة الزيارات الخارجية الثلاث التي قادت الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي إلى مصر وأثيوبيا وفرنسا مشيرا إلى أنّ مصر استقبلت المرزوقي بصفته أول رئيس دولة يؤدي زيارة رسمية إليها بعد الانتخابات وأنّ كرة الثلج التي كادت تتكون في العلاقة الإستراتيجية بين دولتي فرنساوتونس انتهت بعد زيارة الرئيس للإليزيه. وانتقد المنصر تجاهل صحافة اليمين الفرنسي لزيارة المرزوقي قائلا «كنّا نتوقّع ذلك والرئيس تعرّض لذلك في خطابه أمام الجمعية العامة الفرنسية فالموقف الفرنسي إلى ماض قريب كان مناوئا للثورة التونسية».
وقال المنصر إنّ المرزوقي قال للمصريين خلال زيارته الرسمية إنّ «الثورة أعادت لمصر أهميتها ووزنها في الفضاء العربي والدولي وأن تونس على استعداد لتقديم المعونة للفريق الرئاسي المصري لتجاوز الصعوبات التي مرّ بها أيضا فريقه الرئاسي قبل 6 أشهر».
وعلى المستوى الاقتصادي أشار المنصر إلى أنه تمّ الاتفاق على إعادة الروح إلى لجنة التعاون التونسية المصرية كما اتفقا المرزوقي ونظيره المصري على التنسيق فيما بينهما لدعم المصالحة بين الفلسطينيين وتحقيقها.
وفي أديس ابابا ولدى مشاركته في الدورة 19 لقمة الاتحاد الافريقي أمضى المرزوقي، بحسب ما ذكره المنصر، على عدد من الاتفاقيات تعلقت بالمصادقة على البروتوكول المتعلق بالنظام الأساسي للمحكمة الإفريقية للعدل وحقوق الإنسان واتفاقية الاتحاد الإفريقي لحماية ومساعدة الأشخاص النازحين داخليا والمعروفة باتفاقية كمبالا هذا إضافة إلى الميثاق الإفريقي للنهضة الثقافية. كما تولى عبدالله التريكي كاتب الدولة المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية التوقيع على الميثاق الإفريقي للإحصائيات.
وفي فرنسا حصل المرزوقي على وعد فرنسي بالمساعدة الفنيّة والقانونيّة لاسترجاع الأموال وكذلك وعد بالاستثمار من خلال استغلال جزء من الدين العمومي الفرنسي للاستثمار في تونس و«الأمر تحت الدرس» بحسب ما ذكره المنصر.
كما طرح المرزوقي مع المسؤولين الفرنسيين إشكالية تسوية ملف المتقاعدين التونسيين بالتنسيق مع الإدارة التونسية بالإضافة إلى اشكالية المهاجرين السريين أو من يعرفون ب«مهاجري لامبيدوزا».
وقال المنصر إنّه تمّ الاتفاق على إحداث لجنة لدفع الاستثمار الفرنسي في تونس ستتكون من الهياكل المشرفة على المؤسسات الصغرى والمتوسطة والشركات الكبرى الفرنسية بهدف دفع الاستثمار الفرنسي خاصة في المناطق الداخلية.
كما ذكر أن إحياء الاتحاد من أجل المتوسّط كان واحدة من النقاط التي تمّ تداولها في المحادثات علما وأن مشروع الاتحاد من أجل المتوسّط كان مقترح الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي دافع عنه بشراسة في بداية توليه لرئاسة فرنسا إلاّ أن المشروع تعطّل لأسباب مردّها تواجد دولة إسرائيل في خارطة الحوض المتوسطي الجديد الذي يودّون رسمه.
وبمناسبة عيد الجمهورية قال عدنان المنصر إنه سيتم الإفراج عن مساجين وقد ضُبِطت قائمات من سيتم تسريحهم مؤكدا أن هذا العفو خاضع لمقاييس تحددها لجنة مختصة مشيرا إلى أنّ الاحتفال بعيد الجمهورية سيتم في المجلس التأسيسي.