برّ الوالدين في حياتهما؟ 1 لين الكلام لوالديك عن طيسلة بن ميّاس قال: كنت مع النجدات (أصحاب نجدة بن عامر الحنفي ومن أصولهم من كذب كذبة صغيرة أو عمل ذنبا صغيرا فأصرّ على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك أيضا في الكبائر) فأصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر) فأصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر فذكرت ذلك لابن عمر قال: ما هي؟ قلتك كذا وكذا قال هذه من الكبائر هنّ تسع: «الإشراك باللّه وقتل نسمة والفرار من الزحف وقذف المحصنات وأكل الربا وأكل مال اليتيم وإلحاد في مسجد والذي يستسخر وبكاء الوالدين من العقوق، قال لي ابن عمر أتفرّق (الفرق والخوف والفزع) من النار وتحبّ أن تدخل الجنّة؟ قلت إي واللّه قال أحيّ والدك قلت عندي أمّي قال فواللّه لو ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنّة ما اجتنبت الكبائر». (صحيح الأدب المفرد للبخاري). وعن عروة قال {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا} (الاسراء 24) أي تواضعا لهما وتذلّلا فإن الطائر إذا أراد الطيران والعلوّ نشر جناحيه ورفعهما فإذا ترك ذلك خفضهما، وأيضا هو إذا رأى جارحا يخافه لصق بالأرض وألصق جناحيه وهي غاية خوفه وتذلّله. وقال أيضا لا تمتنع من شيء أحبّاه: أي لا تمتنع عن تنفيذ أوامرهما ما لم يكن في معصية. 2 لا يسبّ والديه: عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا كيف يا رسول اللّه، وهل يشتم الرّجل والديه؟ قال: نعم يسبّ أبا الرجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمّه، فيسبه أمّه» (متفق عليه) قال تعالى {ولا تسبّوا الّذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم كذلك زيّنّا لكلّ أمّة عملهم ثمّ الى ربّهم مرجعهم فينبّئهم بما كانوا يعملون} (الأنعام: 108). وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: «من الكبائر عند اللّه تعالى أن يستسبّ الرجل لوالده» (أخرجه البخاري في الأدب المفرد وهو حديث حسن) كقوله تعالى {وتحسبونه هيّنا وهو عند اللّه عظيم} (النور 15). 5 لا تجوز الهجرة إلاّ برضائهما: عن عبد اللّه بن عمرو قال «جاء رجل الى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان فقال ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما». (أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد). عن كتاب «الدين القويم في الخلق السليم»