شهدت دار الثّقافة بمدينة قليبية مؤخرا انطلاق فعاليات المهرجان الوطني للأدباء الشّبان في دورته السّادسة والعشرين والذي استمرّ على امتداد أربعة أيّام متتالية شهدت خلالها مدينة قليبية حركيّة ثقافيّة وفنيّة كبيرة بفضل ثراء البرمجة. مكتب نابل (الشروق)انطلق المهرجان بإلقاء رئيسة جمعيّة منارة الأدب ومديرة المهرجان أمّ كلثوم بن سليمان كلمة حماسيّة عبّرت فيها عن عزم لجنة التّنظيم على إنجاح هذه الدّورة رغم الصّعوبات الماديّة التي تواجهها ورغم عدم الحصول على المنتظر من الدّعم من سلطة الإشراف الوطنيّة والجهويّة. وتفاعل الحاضرون مع كلمة السيّدة بن سليمان الحماسيّة وعبّروا بذلك عن وقوفهم إلى جانب المهرجان والسّعي إلى ضمان استمراريّته وإشعاعه الذي كان له منذ ثلاثينات القرن الماضي. وقد شهد حفل الافتتاح كذلك إلقاء السيّد جلّول عزونة رئيس رابطة الكتّاب الأحرار كلمة نيابة عن الرّابطة ركّز فيها على أهميّة استمرار المقاومة الثقافيّة والنّضال الفكري دفاعا عن حريّة التّعبير والخلق الفنيّ الحقيقيّ الذي لا يمكن أن يكون إلاّ في مناخ الحريّة والمسؤوليّة. كما ألقى الشّاعر الشّاب أشرف نعيم النباوي كلمة نيابة عن الأدباء الشّبان المشاركين في هذه الدّورة، تلا ذلك مباشرة عرض لشريط وثائقيّ عن حياة الشّاعر منوّر صمادح الذي تحمل هذه الدّورة اسمه وتحتفي بأعماله عبر ندوة فكريّة تقدّم فيها شهادات ممّن عاشر الشّاعر الفقيد وعرفه.في السّهرة تمّ عرّض مسرحيّة «ثورة الصبّار» للمسرحيّ الطيّب السهيلي ويُذكر أنّ المهرجان يشهد عروضا فنيّة متنوّعة لعلّ أبرزها عرض للفنّان منير الطّرودي وسهرة الشّعر بمشاركة الشّعراء سالم اللّبان وشكري السّلطاني ومجدي عيسى ولطفي الشّابي ومجموعة من الشعراء المشاركين في هذه الدورة، أمّا الاختتام فتم تخصيصه لعرض الفرقة الوطنيّة للفنون الشعبيّة.وتحدثت مديرة المهرجان لاحقا للشروق بنبرة حزينة موجعة عن تفاصيل عجيبة تؤكّد تهميش القائمين على الشّأن الأدبيّ والثقافي وطنيّا وجهويّا لمثل هذه الأنشطة الجادّة والملتزمة. تقول السيّدة بن سليمان متسائلة: «هل يُعقل ألاّ تدعم وزارة الشؤون الثقافيّة هذا المهرجان وهو مهرجان وطنيّ رغم تقدّمنا بملفّ كامل ودقيق منذ مدّة طويلة؟ وهل يُعقل أن تكتفي المندوبيّة الثقافيّة بنابل على منحة بألفين وخمسمائة دينار في حين أنّ كلفة الجوائز الأدبيّة للمتوّجين في الدّورة تفوق ثلاثة آلاف دينار، وأنّ تكلفة الإقامة والأكل تناهز ثلاثة آلاف دينار؟ هل يعقل أن تنفق الوزارة والمندوبيّة على مهرجانات سخيفة عشرات الآلاف من الدّنانير ثمّ تتحجّج حين نطالب بحقّنا في الارتقاء بمهرجاننا وتطويره بضعف الإمكانيات المرصودة للأنشطة الأدبيّة والثقافيّة؟». تحدّثت رئيسة المهرجان بأسف عن هذا الوضع المهين للمثقّفين والأدباء، ولكنّها بدتْ واثقة من نجاح هذه الدّورة كما نجحت سابقتها بفضل تضافر جهود لجنة التّنظيم وبفضل دعم أحبّاء المهرجان وأصدقائه الأوفياء الغيورين على هذا التّقليد الأدبيّ العريق، وقد أعادت على مسمعي قراءة خاتمة كلمتها: «سيعيش المهرجان الوطني للأدباء الشبّان، وستعيش منارة الأدب وستعيش قليبية حاضنة للإبداع والحريّة والجمال