كانت المحمدية مكانا لنزهة أحد الدايات المراديين وهو الداي أسطا مراد، تولّى الحكم من سنة 1637م الى سنة 1640م، وكان مالكا لها، اتخذها للزراعة وتربية النحل، وبنى فيها قصرا وعمّرها بالنصارى من مماليكه، ثم انتقلت ملكيتها الى يوسف صاحب الطابع فاعتنى بها وأنشأ فيها بستانا غرسه خاصة بأشجار الزيتون وكان يتنزّه فيها ويقضي فيها أحسن الأوقات، وبنى فيها قصرا آخر. ثم انتقلت ملكيتها الى الوزير شاكير صاحب الطابع وزاد في أبنيتها، وغرس بها الزيتون واتخذها دارا للسكنى، وبعد مقتل هذا الوزير وهبت المحمدية الى الوزير الأكبر مصطفى خزندر فزاد بها المباني، ولم يلبث أحمد باي المشير الأول أن استرجعها بعد عزل الوزير واتخذها رباطا للعسكر!
وتطورت المحمدية في عهد أحمد باي وعاشت أبذخ فترة من حياتها، فقد اعتنى بها عناية فائقة قبل رحلته الى باريس سنة 1846 ثم بعد رجوعه الى الوطن، فقبل أن يرحل الي فرنسا «بنى الأبنية الضخمة من البيوت المتسعة والغرف الأنيقة عام، وأنفق عليها الكثير من دخل البلاد، وحمل رجال الدولة على بناء الدور والقصور بها، وأعانهم على ذلك. كما أذن للناس في ذلك فزاد عمرانها، وبنى مساكن للعسكر.