التقت «الشروق» بمقدم الحركة وببعض المريدين المتحمسين للفكر الصوفي. في البداية أكد مقدم الطريقة نجيب الورتاني أن الدافع الأساسي لبعث هذه الطريقة بالدهماني هو سبب عقدي بالأساس حيث اعتبر أن «العبادة الروتينية» لم تغير فيه شيئا فكان يبحث عن سبيل لتصويب إيمانه. ومن هذا التجأ الى سبيبة حيث التقى بمقدم الطريقة القاسمية هناك فهم منه أدبيات هذه الطريقة وحاول تجسيدها في بلدته وتجميع المريدين حوله. كما أكد أن الزاوية «الأم» لهذه الطريقة توجد بالرديف وبها شيخ الطريقة بلقاسم بلخير العبيدي، وهذه الزاوية تشعّ على كامل أنحاء البلاد حيث أصبحت كل مدينة تونسية مستقلة بزاويتها.
يضيف محدثنا الثاني ميمون بن نصر شارحا أدبيات الطريقة التي قامت، حسب رأيه، على ربط الانسان مباشرة بالخالق ويضيف «من فاتك أدبا فاتك تصوفا». كما أضاف محدثنا أن جذور هذه الحركة ترقى الى الشيخ سيدي محمد المداني أصيل قصيبة المديوني المعروف بكتاب «برهان الذاكرين» الذي شرح فيه خصائص التصوف إضافة الشيخ اسماعيل الهادفي في توزر. كما أشار محدثا الى خصوصيات الطريقة القاسمية مشيرا الى أن التصوف يبلغ مرتبة الاحسان {أن تعبد اللّه كأنك تراه..} ولبلوغ درجة الاحسان لابدّ وجود شيخ الطريقة الذي يوجه المريد الى معرفة اللّه وهذا الشيخ يركز على علم الباطن ومبحثه الحقيقي والتفكر في خلق اللّه. وهذا ما يفسّر وجو التراتب الهرمي: شيخ الطريقة المقدم ثم الفقراء أو المريدين.
أما السيد حسونة الأحمدي فقد أشار الى أن التصوف يوازي التبعية والخضوع للّه بطريقة تجعل الانسان يتجرّد من «أدران» وهموم الدنيا ودخول «عالم الماورائيات» وهذا ما يفسّر البشائر والكرامات التي تتحقّق للمريد ولا يمكن لغيره من عامة الناس أن يدركها.